1026-عن عائشة رضي الله عنها :«‌أنها سألتها امرأة عن الحف؟. فقالت: أميطي ‌الأذى ‌عن ‌وجهك».

الخبر منكر.
الحكم على الحديث :

لم نجد من حكم عليه.

أحكام المحدثين :

الخبر رواه أبو  يوسف :«1047 – عن أبي حنيفة، عن حماد، عن إبراهيم، عن عائشة رضي الله عنها..». [الآثار لأبي يوسف (ص236)]. أبو حنيفة على جلالة قدره كان ضعيف الحديث، وإبراهيم لم يسمع من أمنا عائشة.

ورواه أبو  الجعد:451 – أنا شعبة، عن أبي إسحاق قال :«دخلت امرأتي على عائشة، وأم ولد لزيد بن أرقم، فقالت لها أم ولد زيد بن أرقم: إني بعت من زيد عبدا بثمان مائة نسيئة، واشتريته منه بستمائة نقدا. فقالت عائشة: أبلغي زيدا أن قد أبطلت جهادك مع رسول الله ﷺ إلا أن تتوب، بئس ما شريت، وبئس ما اشتريت. وسألتها امرأة، فقالت: إني وجدت شاة، وقد عرفتها، ولم أجد من يعرفها. فقالت لها: عرفي، واحلبي، واعلفي. قال: وسألتها امرأتي عن المرأة تحف جبينها فقالت: أميطي ‌عنك ‌الأذى ما استطعت». [مسند ابن الجعد (ص80)]. سنده ضعيف، والعالية مجهولة الحال، روى عنها زوجها، وابنها يونس وفيه مقال، وروايتهما لا تغني عن ضبطها، فحالها مجهول ولم يوثقها غير ابن حبان وهو متساهل، قال الدارقطني :«‌أم ‌محبة ‌والعالية ‌مجهولتان لا يحتج بهما». [سنن الدارقطني (3/ 477)]. ورد هذا الغماري بحجة أن البيهقي لم ينقل كلام الدارقطني، قال :«أحجم البيهقي ‌عن ‌نقل ‌كلام ‌الدارقطني مع أنه ينقل كل ما أعل به الأحاديث في سننه». [الهداية في تخريج أحاديث البداية (7/ 225)]. 

قلت : بل حكم البيهقي نفسه بجهالتها، قال البيهقي :«وامرأة ‌أبي ‌إسحاق ‌لم ‌تثبت عدالتها». [السنن الصغير للبيهقي (2/ 265)]. وقال ابن الجوزي :«قالوا العالية امرأة مجهولة فلا يقبل خبرها قلنا بل ‌هي ‌امرأة ‌جليلة ‌القدر ‌معروفة ذكرها محمد بن سعد في كتاب الطبقات فقال العالية بنت أيفع بن شراحيل امرأة أبي إسحاق السبيعي سمعت من عائشة». [التحقيق في أحاديث الخلاف (2/ 184)]. 

وهذا مردود لأن جهالة العين لا تغني عن جهالة الحال، فما حال ضبطها وعدالتها؟. قال ابن حزم:«‌امرأة ‌أبي ‌إسحاق ‌مجهولة ‌الحال، لم يرو عنها أحد غير زوجها، وولدها يونس، على أن يونس قد ضعفه شعبة بأقبح التضعيف، وضعفه يحيى القطان، وأحمد بن حنبل جدا، وقال فيه شعبة: أما قال لكم: حدثنا ابن مسعود.». [المحلى بالآثار (7/ 550)]. قال ابن عبد البر :«وامرأة أبي إسحاق وامرأة أبي السفر وأم ولد زيد بن أرقم كلهن ‌غير ‌معروفات ‌بحمل ‌العلم». [الاستذكار (6/ 272)]. 

أما قول القائل : فإن الذهبي قال: ما علمت في النساء من اتهمت ولا من تركوها. [الميزان.(604/4)]. فهذا ليس على إطلاقه، كبهية، وجسرة بنت دجاجة، وعائشة بنت سعد بن أبي وقاص فقد رد حديثهن لضعف لضبطهن وحفظهن، بل من العلماء من كره رواية النساء لأن أكثرهن مجهولات.

و قد ورد عند عبد الرزاق « [5249] عن معمر والثوري، عن أبي إسحاق، عن امرأة أبي السفر أنها كانت عند عائشة فسألتها امرأة، فقالت: يا أم المؤمنين، إن في وجهي شعرات أفأنتفهن أتزين بذلك لزوجي؟ فقالت عائشة: أميطي عنك الأذى، وتصنعي لزوجك كما تصنعين للريارة، وإذا أمرك فلتطيعيه، وإذا أقسم عليك فأبريه، ولا تأذني في بيته لمن يكره». [مصنف عبد الرزاق (3/ 415 ط التأصيل الثانية)].

وهذا وهم، فلا يرويه عن امرأة أبي السفر بل عن زوجته، و(الصقر) تصحيف. قال السخاوي:«وقد رواه عمار بن رزيق عن أبي إسحاق فقال: عن العالية امرأة أبي السفر وهو وهم ‌ورواية ‌الثوري ‌السابقة ‌موضحة ‌لذلك». [الأجوبة المرضية فيما سئل السخاوي عنه من الأحاديث النبوية (1/ 212)].

وسئل الدارقطني عن حديث امرأة أبي إسحاق السبيعي، عن عائشة، في قصة زيد بن أرقم. فأجاب :«هي أم يونس، واسمها العالية، امرأة أبي إسحاق، ويرويه أبو إسحاق، عن امرأته أم يونس، عن عائشة، وقال عمار بن رزيق، عن أبي إسحاق، عن العالية امرأة أبي السفر، ووهم في ذلك، ‌وإنما ‌أراد ‌امرأة ‌أبي ‌إسحاق». [علل الدارقطني = العلل الواردة في الأحاديث النبوية (14/ 443)].

ورواه ابن سعد :«أخبرنا المعلى بن أسد، حدثنا المعلى بن زياد القطعي، حدثنا بكرة بنت عقبة أنها دخلت على عائشة وهي جالسة في معصفرة فسألتها عن الحناء فقالت: شجرة طيبة وماء طهور. وسألتها عن الحفاف فقالت لها: إن كان لك زوج فاستطعت أن ‌تنزعى ‌مقلتيك فتصنعيهما أحسن مما هما فافعلي». [الطبقات الكبير (10/ 70 ط الخانجي)]. بكرة بنت عقبة مجهولة. وليس فيه ذكر للحاجبين فهو في الحف عموما أي فيما إن نبتت لها لحية ونحوه.

وذكره ابن الجوزي : قال مسلم: وحدثتنا تحية الراسبية، قالت: حدثتني أم نصرة، قالت: قالت عائشة – رضي الله عنها: «لو كان في وجه بنات أخي لأخرجته ولو بشفرة».[أحكام النساء (ص254)]. سنده مظلم. 

تخريج الحديث :

خبر عائشة منكر، وهو مخالف للعن النبي ﷺ من تفعل ذلك «4886». [صحيح البخاري (6/ 147)]. ومن العلماء من أفتى بجوازه للمتزوجة لخبر عائشة المذكور وقد علمت ما فيه، ثم بالنظر للعلة، والعلة في النمص هي في حال كان شعارا للفاجرات وكذا التدليس، والمتزوجة قد علم زوجها حالها، فأمن تدليسها.

والحقيقة أن النمص هو شعار العفيفات اليوم، بل هو في الفاساقات والمتبرجات، والمخدوعات، ثم لا دليل على أن علة التحريم هي التدليس،  بل العلة المنصوص عليها هي أنه تغيير خلق الله، قال ابن مسعود :«لعن رسول الله ﷺ الواشمات، والمتفلجات، ‌والمتنمصات ‌المغيرات خلق الله عز وجل». [سنن النسائي (8/ 334)]. قال القرطبي المالكي :«واختلف في المعنى الذي نهي لأجلها، فقيل: لأنها من باب التدليس. وقيل: ‌من ‌باب ‌تغيير ‌خلق ‌الله ‌تعالى، ‌كما ‌قال ‌ابن ‌مسعود، وهو أصح، وهو يتضمن المعنى الأول.». [تفسير القرطبي = الجامع لأحكام القرآن (5/ 393)].

فإذا كانت العلة هي تغيير خلق الله فلا يجوز لها ولو بأمر من الزوج، عن أسماء أن امرأة جاءت رسول الله ﷺ فقالت :«يا رسول الله، إن بنتا لي عروس، وإنها اشتكت، ‌فتمزق ‌شعرها، ‌فهل علي جناح إن وصلت لها فيه؟ فقال: لعن الله الواصلة والمستوصلة». [سنن النسائي (8/ 333)]. 

شرح مشكل الحديث:
Facebook
X
Telegram
WhatsApp
Threads