1043-عن عبد الله بن زيد بن عاصم قال :«شهدتُ أحدا مع رسول الله ﷺ. فلما تفرق الناس عنه دنوت منه أنا وأمي نذب عنه. فقال: ابن أم عمارة؟. قلت: نعم. قال: ارمِ. فرميتُ بين يديه رجُلا من المشركين بحجر وهو على فرس فأصبت عين الفرس فاضطرب الفرس حتى وقع هو وصاحبه. وجعلت أعلوه بالحجارة حتى نضدت عليه منها وقرأ. والنبي ﷺ ينظر يتبسم. ونظر جرح أمي على عاتقها فقال: أمك أمك. اعصب جرحها. بارك الله عليكم من أهل بيت. مقام أمك خير من مقام فلان وفلان. رحمكم الله أهل البيت. ومقام ربيبك-يعني زوج أمه- خير من مقام فلان وفلان. رحمكم الله أهل البيت. قالت: ادع الله ‌أن ‌نرافقك ‌في ‌الجنة. فقال: اللهم اجعلهم رفقائي في الجنة. فقالت: ما أبالي ما أصابني من الدنيا».

باطل.
الحكم على الحديث :

ذكره العوشن في  [ما شاع ولم يثبت في السيرة النبوية (ص160)]. وقال العمري :«ابن هشام في السيرة بإسناد منقطع. ومغازي الواقدي وهو ضعيف جدا». [السيرة النبوية الصحيحة محاولة لتطبيق قواعد المحدثين في نقد روايات السيرة النبوية (2/ 390)].

أحكام المحدثين :

القصة رواها الواقدي [مغازي الواقدي (1/ 272)]. ومن طريقه ابن سعد الطبقات الكبرى [الطبقات الكبير (10/ 386 ط الخانجي)].  [سير أعلام النبلاء (2/ 280)]. وعبد الغني المقدسي [مناقب النساء الصحابيات لعبد الغني المقدسي (ص56)].  عن ابن أبي سبرة، عن عبد الرحمن بن عبد الله ابن أبي صعصعة، عن الحارث بن عبد الله، قال: سمعت عبد الله بن زيد ابن عاصم فذكره. إسناده ساقط، فالواقدي مشهور متهم بالكذب فلا يعول عليه.  ابن أبي سبرة هو  أبو بكر بن عبد الله بن محمد بن أبى سبرة بن أبى رهم القرشى العامري السبرى، المدنى.  قال ابن حبان: كان ممن يروى الموضوعات عن الثقات، لا يجوز الاحتجاج به. قال الساجى: عنده مناكير. و قال الحاكم أبو عبد الله: يروى الموضوعات عن الأثبات. [تهذيب التهذيب (12/ 27)]. والحارث بن عبد الله هو الأعور، ضعيف الحديث وكذبه الشعبي. قال ابن حبان :«كنيته أبو زهير، من أهل الكوفة، وقد قيل: إنه الحارث بن عبيد، فإن كان فهو تصغير عبد الله، يروي عن علي، روى عنه أبو إسحاق السبيعي، كان ‌غاليا ‌في ‌التشيع ‌واهيا ‌في ‌الحديث. قال الشعبي: حدثنا الحارث وأشهد أنه أحد الكذابين». [المجروحين لابن حبان ت حمدي (1/ 264)].

ورواها في مغازيه متفننا بسياقاتها الكثيرة ولا ينفعه ذلك فهو ساقط الرواية. وهي عند ابن هشام في السيرة :«فذكر سعيد بن أبي زيد الأنصاري: أن أم سعد بنت سعد بن الربيع كانت تقول: دخلت على أم عمارة، فقلت لها: يا خالة، أخبريني خبرك، فقالت: خرجت أول النهار وأنا أنظر ما يصنع الناس، ومعي سقاء فيه ماء، فانتهيت إلى رسول الله ﷺ، وهو في أصحابه، والدولة والريح للمسلمين. فلما انهزم المسلمون، انحزت إلى رسول الله ﷺ، فقمت أباشر القتال، وأذب عنه بالسيف، وأرمي عن القوس، حتى خلصت الجراح إلي. قالت: فرأيت على عاتقها جرحا أجوف له غور، فقلت: من أصابك بهذا؟. قالت: ابن قمئة، أقمأه الله! لما ولى الناس عن رسول الله ﷺ أقبل يقول: دلوني على محمد، فلا نجوت إن نجا، فاعترضت له أنا ومصعب بن عمير، وأناس ممن ثبت مع رسول الله ﷺ، فضربني هذه الضربة ولكن فلقد ضربته على ذلك ضربات، ولكن عدو الله كان عليه درعان». [سيرة ابن هشام – ت السقا ورفاقه (2/ 81)]. هذا إسناد منقطع، فسعيد بن أبي زيد هو النحوي المشهور سعيد بن أوس بن ثابت بن بشير بن صاحب رسول الله – ﷺ – أبي زيد الأنصاري. ولد سنة نيف وعشرين ومئه.[سير أعلام النبلاء (9/ 494)].

تخريج الحديث :
Facebook
X
Telegram
WhatsApp
Threads