1078-عن أبي ذر قال :«كنت رَديف رسول الله ﷺ وهو على حمار، والشمس عند غروبها فقال: هل تدري أين تغرب هذه؟. قلت: الله ورسوله أعلم قال: فإنها تغرب في ‌عين ‌حامية».

صحيح.
الحكم على الحديث :

أصلحه أبو داود «4002». [سنن أبي داود (4/ 65 ط مع عون المعبود)]. وقال البزار :«هذا الحديث ‌لا ‌نعلم ‌رواه ‌عن ‌الحكم ‌بن ‌عتيبة، عن إبراهيم، عن أبيه، عن أبي ذر إلا سفيان بن حسين، وقد رواه عن إبراهيم التيمي يونس بن عبيد، وسليمان الأعمش، وهارون بن سعد». [مسند البزار = البحر الزخار (9/ 408)].  وقال الحاكم :«هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه». [المستدرك على الصحيحين (2/ 267)]. وقال الطبراني :«تفرد به الحكم بن مروان». [المعجم الأوسط للطبراني (4/ 374)]. وصححه إسناده محققو «21459». [مسند أحمد (35/ 363 ط الرسالة)]. والألباني «‌‌2403». [سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها (5/ 528)]. والعدوي!. «162». [الصحيح المسند من الأحاديث القدسية (ص286)]. 

لكن العدوي ضعفه مع بعض الباحثين!. [سلسلة الفوائد الحديثية والفقهية (15/ 236)].

أحكام المحدثين :

رواه أحمد «21459». [مسند أحمد (35/ 363 ط الرسالة)]. وأبو عمر الدوري «78». [جزء قراءات النبي – أبو عمر الدوري (ص123)]. وأبو داود «4002». [سنن أبي داود (4/ 65 ط مع عون المعبود)].والبزار «4010». [مسند البزار = البحر الزخار (9/ 407)]. والحاكم «2961». [المستدرك على الصحيحين (2/ 267)].  عن الحكم، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن أبي ذر رفعه.  الحكم هو ابن عتيبة يدلس، لكنه ممن يحتمل تدليسه فهو لا يحدث إلا عن ثقة [جامع التحصيل في أحكام المراسيل (ص113)]. وخالفه الأعمش. [صحيح البخاري (9/ 125)]. ويونس بن عبيد. [صحيح مسلم (1/ 95)] وموسى بن المسيب. [العظمة لأبي الشيخ الأصبهاني (4/ 1188)]. وهارون بن سعد. [العظمة لأبي الشيخ الأصبهاني (4/ 1191)]. وعبد الأعلى التيمي. [حلية الأولياء وطبقات الأصفياء – ط السعادة (5/ 89)].  فرووه جميعا دون قوله (تغرب في ‌عين ‌حامية). لكن الطرق إلى غير الأعمش ويونس فيها ضعف، فلا يمكن اعتمادها، وإنما تصح مخالفته للأعمش ويونس.  وللحديث شاهد عند أحمد :«6934 – حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا العوام، حدثني مولى لعبد الله بن عمرو، عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: رأى رسول الله ﷺ الشمس حين غربت، فقال:  في ‌نار ‌الله ‌الحامية، لولا ما يزعها من أمر الله لأهلكت ما على الأرض». [مسند أحمد (11/ 526 ط الرسالة)]. لكنه ضعيف لجهالة مولى عبد الله بن عمرو. فلا يعل الحديث لأن الحكم ثقة ولم يأت بما ينكر ولا بما يخالف فيه غيره، وغاية ما في روايته زيادة.

تخريج الحديث :

قوله ( تغرب في ‌عين ‌حامية). أي حارة وهي قراءة، وقرأ بعضهم حمئة أي طين، ولا تعارض بينهما فهي حارة لمجاورتها وهج الشمس عند غروبها وملاقاتها الشعاع بلا حائل،  وليس في الحديث ما يستشكل، فالقول فيه كالقول في قول ربنا ﴿حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ﴾ [الكهف: 86].  ويدل على هذا رواية  أحمد أن النبي ﷺ قال لأبي ذر :«فإنها تغرب في ‌عين ‌حامية، تنطلق حتى تخر لربها ساجدة تحت العرش». [مسند أحمد (35/ 363 ط الرسالة)]. فحدثه بما يراه أولا، ثم حدثه أنها تسجد تحت العرش وهو الموافق رواية الجماعة :«فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش، فذلك قوله تعالى: {والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم}». [صحيح البخاري (6/ 123)]. فحدثه أولا  بنهاية مدرك البصر إياها حالة الغروب، ومصيرها تحت العرش للسجود إنما هو بعد الغروب.

شرح مشكل الحديث:
Facebook
X
Telegram
WhatsApp
Threads