1084-عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله ﷺ :«يخرج رجلان من النار، فيُعرضان على الله، ثم يؤمر بهما إلى النار، فيلتفت أحدهما فيقول: يا رب، ما ‌كان ‌هذا ‌رجائي!. قال: وما كان رجاؤك؟. قال: كان رجائي إذا أخرجتني منها أن لا تعيدني، فيرحمه الله فيدخله الجنة».

صحيح.
الحكم على الحديث :

احتج به مسلم «192». [صحيح مسلم (1/ 123)]. وأورده ابن حبان في [صحيح ابن حبان: التقاسيم والأنواع (6/ 294)].

أحكام المحدثين :

هذا لفظ ابن حبان :«5262 – أخبرنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا هدبة بن خالد القيسي، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس بن مالك..». [صحيح ابن حبان: التقاسيم والأنواع (6/ 294)]. إسناده صحيح. ورواه مسلم «192». [صحيح مسلم (1/ 123)].  وأبو يعلى «3292». [مسند أبي يعلى (6/ 48 ت حسين أسد)]. وأبي عاصم «853». [السنة لابن أبي عاصم (2/ 411)]. عن حماد بن سلمة به. لفظ مسلم :‌«يخرج ‌من ‌النار ‌أربعة، ‌فيعرضون على الله، فيلتفت أحدهم فيقول: أي رب، إذ أخرجتني منها فلا تعدني فيها، فينجيه الله منها». [صحيح مسلم (1/ 123)].

ورد في طبعة حسين أسد «3292». [مسند أبي يعلى (6/ 48 ت حسين أسد)]. عن أنس موقوفا عليه، وهو سقط فيتنبه إليه.

تخريج الحديث :

(يخرج رجلان من النار) أي بعد أن نالهما العذاب بذنوبهما حتى أذن الله لهما بالخروج. (فيعرضان على الله) عرضت الشيء على فلان: إذا أريته إياه (ثم يؤمر بهما إلى النار) مرة أخرى (فيلتفت أحدهما) يؤمر به إلى النار امتحانا (فيقول: يا رب، ما كان هذا رجائي!) أي لم أكن أرجو بعد إخراجي منها أن تعيدني إليها. (قال: وما كان رجاؤك؟) ما الذي كنت تأمله مني عند إخراجك منها. (قال: كان رجائي إذا أخرجتني منها أن لا تعيدني) أملي أن يكون إخراجي علامة عفو دائم (فيرحمه الله فيدخله الجنة) يعفو عنه بفضله ويجعله من أهل الجنة مكافأةً لصدق رجائه وحسن ظنه بربه.

هذان لما سلّما لأمر ربهما، ورضيا بما نزل بهما من عذابه، وأسرعا إليه طاعةً ومحبةً له، إذ علما أن في ذلك رضاه وموافقة أمره؛ تحوّل عذابهما في حقهما نعيمًا، وصار الألم لذةً والبلاء راحةً لما غمر قلبيهما من الرضا بالله والأنس به. ومن جميل تبويب ابن حبان :«‌‌ذكر البيان بأن حسن الظن بالمعبود جل وعلا قد ينفع في الآخرة لمن أراد الله به الخير». [صحيح ابن حبان: التقاسيم والأنواع (6/ 294)].

شرح مشكل الحديث:
Facebook
X
Telegram
WhatsApp
Threads