1094-عن أبي رِمثة قال :«انطلقتُ مع أبي إلى رسول الله ﷺ فلما رأيته قال أبي: من هذا؟. قلت: لا أدري، قال: هذا رسول الله ﷺ، فاقشعررت حين قال ذلك، وكنت أظن أن رسول الله ﷺ ‌لا ‌يشبه ‌الناس، فإذا له وفرة بها رَدْع من حناء، وعليه بُردان أخضران، فسلم عليه أبي، ثم أخذ يحدثنا ساعة، قال: ابنك هذا؟. قال: إي ورب الكعبة أشهد به، قال: أما إن ابنك هذا لا يجني عليك ولا تجني عليه، ثم قرأ رسول الله ﷺ: {ولا تزر وازرة وزر أخرى} [الأنعام: 164]، ثم نظر إلى السِّلعة التي بين كتفيه، فقال: يا رسول الله، إني كأطب الرجال، ألا أعالجها؟. قال: طبيبها الذي خلقها».

صحيح.
الحكم على الحديث :

أصلحه أبو داود «4206». [سنن أبي داود (4/ 137 ط مع عون المعبود)]. وقال الحاكم :«هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه». [المستدرك على الصحيحين (5/ 318)]. وأورده ابن حبان في «4532». [صحيح ابن حبان: التقاسيم والأنواع (5/ 353)]. وصححه محققو «7109». [مسند أحمد (11/ 679 ط الرسالة)]. وأحمد شاكر «7116». [مسند أحمد (6/ 517 ت أحمد شاكر)]. والوادعي «1226». [الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين (2/ 274)]. وضياء الرحمن [الجامع الكامل في الحديث الصحيح الشامل المرتب على أبواب الفقه (12/ 17)]. والألباني «‌‌749». [سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها (2/ 374)].

أحكام المحدثين :

رواه سعيد بن منصور «2102». [سنن سعيد بن منصور – تكملة التفسير – ط الألوكة (7/ 472)]. وابن سعد [الطبقات الكبير (1/ 369 ط الخانجي)]. وأحمد «7109». [مسند أحمد (11/ 679 ط الرسالة)]. وابن حبان «4532». [صحيح ابن حبان: التقاسيم والأنواع (5/ 353)]. والطبراني «714». [المعجم الكبير للطبراني (22/ 279)]. عن عبيد الله بن إياد بن لقيط، قال: حدثني إياد بن لقيط، عن أبي رمثة رفعه. ورواه أبو داود «4206». مختصرا بلفظ :«انطلقت مع أبي نحو النبي ﷺ، فإذا هو ذو وفرة بها ردع حناء، وعليه بردان أخضران». [سنن أبي داود (4/ 138 ط مع عون المعبود)]. والحاكم بلفظ :«4246». :«أتيت النبي ﷺ وعليه بردان أخضران، وله شعر قد علاه الشيب، ‌وشيبه ‌أحمر ‌مخضوب ‌بالحنا.». [المستدرك على الصحيحين (5/ 317)]. وإسناد الحديث صحيح على شرط مسلم.

تخريج الحديث :

قوله (انطلقت مع أبي إلى رسول الله ﷺ) خرجت مع أبي إلى النبي ﷺ. (فلما رأيته قال أبي: من هذا؟) استفسر أبي عن الشخص الذي أمامه وهو يعلم من هو. (قلت: لا أدري، قال: هذا رسول الله ﷺ) أخبره أنه رسول الله ﷺ. (فاقشعررت حين قال ذلك) ارتجف جسدي رهبةً وخشية من النبي ﷺ. (وكنت أظن أن رسول الله ﷺ لا يشبه الناس) هيبة للنبي ﷺ (فإذا له وفرة) الوفرة الشعر حين يصل إلى شحمة الأذن (بها ردع من حناء) الردع اللطخ، وهو هنا أثر الحناء (وعليه بردان أخضران) كساءان أخضران (فسلم عليه أبي ثم أخذ يحدثنا ساعة) تحدث إلينا لبعض الوقت. (قال: ابنك هذا؟ قال: إي ورب الكعبة أشهد به) أقر بأنه ابنه وأشهد على ذلك. (قال: أما إن ابنك هذا لا يجني عليك ولا تجني عليه) لا تؤاخذ بجنايته ولا أنت تؤاخذ بجنايته، وإنما يؤاخذ كل أحد بجناية نفسه (ثم قرأ: {ولا تزر وازرة وزر أخرى}) لا تؤاخذ نفس آثمة بإثم أخرى، يعني: لا يؤخذ أحد بذنب أحد، ولا يؤاخذ أحد بجريرة أخيه ولا أمه ولا أبيه (ثم نظر إلى السِلعة التي بين كتفيه) ‌السلعة غدة ‌تظهر ‌بين ‌الجلد ‌واللحم إذا غمزت باليد تحركت، والمراد خاتم النبوة. (فقال: يا رسول الله، إني كأطب الرجال، ألا أعالجها؟) فإنه ليس من إنسان أعلم مني بالطب، فدعني أعالجها لك. (قال: طبيبها الذي خلقها) الله هو الخالق والأعلم بما يصلحها.

شرح مشكل الحديث:
Facebook
X
Telegram
WhatsApp
Threads