احتج به مسلم «2767». [صحيح مسلم (8/ 104)]. وأورده ابن حبان في «667». [صحيح ابن حبان: التقاسيم والأنواع (1/ 461)]. وصححه ضياء الرحمن [الجامع الكامل في الحديث الصحيح الشامل المرتب على أبواب الفقه (12/ 587)]. والتركي «501». [مسند أبي داود الطيالسي (1/ 402)]. ومحققو «19485». [مسند أحمد (32/ 230 ط الرسالة)]. والألباني «7788». [صحيح الجامع الصغير وزيادته (2/ 1285)]. والسناري «7268». [مسند أبي يعلى – ت السناري (9/ 648)].
لكن أعله البخاري [التاريخ الكبير للبخاري (1/ 256 ت الدباسي والنحال)].
رواه الطيالسي عن سعيد بن أبي بردة «501». [مسند أبي داود الطيالسي (1/ 402)]. ومسلم عن طلحة بن يحيى «2767». [صحيح مسلم (8/ 104)]. وعون بن عبد الله «2767». [صحيح مسلم (8/ 104)]. وأحمد عن محمد بن المنكدر «19650». [مسند أحمد (32/ 419 ط الرسالة)]. وعن معاوية بن إسحاق «19658». [مسند أحمد (32/ 427 ط الرسالة)]. جميعا عن أبي بردة بن أبي موسى لم يختلفوا عليه، ولهذا ذكره مسلم في صحيحه، وهذا يرد على إعلال البخاري للحديث للاختلاف.
وأعله البخاري كذلك لمتنه، لأنه يخالف حديث الشفاعة، فقد قال :«والخبر عن النبي ﷺ في الشفاعة، وأن قوما يعذبون ثم يخرجون. أكثر وأبين وأشهر». [التاريخ الكبير للبخاري (1/ 259 ت الدباسي والنحال)]. ورده البيهقي ودفع عنه التعارض بقوله: لا ينافي حديث الشفاعة، فإن حديث الفداء وإن ورد مورد العموم في كل مؤمن، فيحتمل أن يكون المراد به كل مؤمن قد صارت ذنوبه مكفرة بما أصابه من البلايا في حياته، ففي بعض ألفاظه: (إن أمتي أمة مرحومة جعل الله عذابها بأيديها، فإذا كان يوم القيامة، دفع الله إلى كل رجل من المسلمين رجلا من أهل الأديان فكان فداؤه من النار). وحديث الشفاعة يكون فيمن لم تصر ذنوبه مكفرة في حياته، ويحتمل أن يكون هذا القول لهم في حديث الفداء بعد الشفاعة. والله أعلم.[شعب الإيمان (1/ 342 ت زغلول)].
قوله (عن أبي موسى) عبد الله بن قيس الأشعري رضي الله عنه، أنه (قال: قال رسول الله ﷺ: إذا كان يوم القيامة) كان تامة، ويوم مرفوع على الفاعلية؛ أي: إذا جاء، ووقع يوم القيامة، ويحتمل أن تكون ناقصة، واسمها مقدر؛ أي: الزمان، أو الوقت، ويوم منصوب على الخبرية، وجواب إذا، قوله: (دفع الله عز وجل إلى كل مسلم)؛ أي: شخص موصوف بالإسلام، فيشمل الذكر والأنثى، (يهوديا، أو نصرانيا)؛ أي: واحدا من أهل الكتاب، فـ أو للتنويع، (فيقول) الله سبحانه وتعالى: (هذا) الكافر (فكاكك) بفتح الفاء، وتكسر؛ أي: خلاصك (من النار) وفي رواية: لا يموت رجل مسلم، إلا أدخل الله مكانه النار يهوديا، أو نصرانيا، وفي الرواية الثالثة: يجيء يوم القيامة ناس من المسلمين بذنوب أمثال الجبال، فيغفرها الله لهم، ويضعها على اليهود. [البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج (42/ 743)].
ومعنى هذا الحديث ما جاء في حديث أبي هريرة: «لكل أحدٍ منزلٌ في الجنة، ومنزلٌ في النار»، فالمؤمن إذا دخل الجنة خلفه الكافرُ في النار لاستحقاقه ذلك بكفره. ومعنى «فكاكِك من النار» أنك كنتَ معرضًا لدخول النار، وهذا فكاكك؛ لأن الله تعالى قدَّر لها عددًا يملؤها، فإذا دخلها الكفارُ بكفرهم وذنوبهم صاروا في معنى الفِكاك للمسلمين. وأما رواية: «يجيء يوم القيامة ناسٌ من المسلمين بذنوب»، فمعناه أن الله تعالى يغفر تلك الذنوب للمسلمين، ويُسقطها عنهم، ويضع على اليهود والنصارى مثلها بكفرهم وذنوبهم، فيُدخلهم النار بأعمالهم، لا بذنوب المسلمين. ولا بُدَّ من هذا التأويل لقوله تعالى: ﴿ولا تزر وازرةٌ وِزرَ أخرى﴾، وقوله: «ويضعها» مجاز، والمراد: يضع عليهم مثلها بذنوبهم كما ذكرناه. لكن لما أسقط سبحانه وتعالى عن المسلمين سيئاتِهم، وأبقى على الكفار سيئاتِهم، صاروا في معنى من حَمَل إثمَ الفريقين، لكونهم حملوا الإثم الباقي، وهو إثمُهم. ويُحتمل أن يكون المراد آثامًا كان للكفار سببٌ فيها، بأن سنُّوها، فتسقط عن المسلمين بعفو الله تعالى، ويُوضَع على الكفار مثلُها لكونهم سنُّوها، ومن سنَّ سنَّةً سيئةً كان عليه مثلُ وِزرِ كلِّ من يعمل بها. [شرح النووي على مسلم (17/ 85)].
جميع الحقوق محفوظة © 2024
Powered by Art Revo