1122-عن عُتي عن أُبي بن كعب قال :«رأيتُ رجلا تَعزَّى عند أُبي بعزاء الجاهلية، افتخر بأبيه، ‌فأَعَضَّه ‌بأبيه، ولم يُكَنه، ثم قال لهم: أما إني قد أرى الذي في أنفسكم إني لا أستطيع إلا ذلك، سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: من تعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه ولا تُكَنُّوا».

صحيح.
الحكم على الحديث :

أورده ابن حبان في صحيحه «2236». [صحيح ابن حبان: التقاسيم والأنواع (3/ 187)]. والضياء في المختارة «1242». [الأحاديث المختارة (4/ 11)]. وحسنه محققو المسند «21218». [مسند أحمد (35/ 142 ط الرسالة)]. والوادعي «11». [الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين (1/ 35)]. وضياء الرحمن [الجامع الكامل في الحديث الصحيح الشامل المرتب على أبواب الفقه (4/ 123)].  وصححه الألباني «‌‌269». [سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها (1/ 537)]. 

أحكام المحدثين :

رواه أحمد «21234». [مسند أحمد (35/ 158 ط الرسالة)]. والنسائي «8813». [السنن الكبرى – النسائي – ط الرسالة (8/ 136)]. وابن حبان «3153». [الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان (7/ 425)]. عن يحيى بن سعيد، حدثنا عوف، عن الحسن، عن عتي، عن أبي بن كعب.. وهو صحيح.

وللحديث طرق، فرواه أحمد :«21236 – حدثنا إسماعيل، عن يونس، عن الحسن، عن عتي: أن رجلا تعزى بعزاء الجاهلية، فذكر الحديث، قال أبي: كنا نؤمر: إذا الرجل تعزى بعزاء الجاهلية، ‌فأعضوه ‌بهن ‌أبيه ولا تكنوا ». [مسند أحمد (35/ 159 ط الرسالة)]. ورواه أحمد :«21218 – حدثنا محمد بن عمرو بن العباس الباهلي، حدثنا سفيان، عن عاصم، عن أبي عثمان، عن أبي: أن رجلا اعتزى فأعضه أبي بهن أبيه. فقالوا: ما كنت فحاشا! قال: إنا أمرنا بذلك». [مسند أحمد (35/ 142 ط الرسالة)]. ورواه النسائي 10745 – «أخبرنا أحمد بن محمد بن المغيرة، قال: حدثنا معاوية هو ابن حفص، قال: حدثنا السري بن يحيى، عن الحسن، عن عتي، عن أبي بن كعب، قال: قال رسول الله ﷺ: من سمعتموه يدعو بدعوى الجاهلية، ‌فأعضوه ‌بهن ‌أبيه ولا تكنوا». [السنن الكبرى – النسائي – ط الرسالة (9/ 357)]. وكل طرقه حسنة ترتقي به إلى الصحة.

وفي الباب قول أبي بكر لرجل :«‌امصص ‌ببظر ‌اللات». [صحيح البخاري (3/ 194)].

تخريج الحديث :

قوله (من تعزى) انتسب (بعَزاء الجاهلية) نسب أهلها وافتخر بآبائه وأجداده (فأعِضُّوه) من أعضضت الشيء: جعلته يعضه، والعض أخذ الشيء بالأسنان أو باللسان على ما في القاموس (ولا تَكنُوا) لا تكنوا بذكر الهن عن الأير، بل صرحوا بآلة أبيه التي كانت سببا فيه تأديبا وتنكيلا، وقيل: معناه من انتسب وانتمى إلى الجاهلية بإحياء سنة أهلها، وابتداع سنتهم في الشتم واللعن والتعيير، ومواجهتكم بالفحشاء والتكبر، فاذكروا له قبائح أبيه من عبادة الأصنام والزنا وشرب الخمر، ونحو ذلك مما كان يعير به من لؤم ورذالة صريحا لا كناية، كي يرتدع عن التعرض لأعراض الناس. [مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (7/ 3076)].

فإن قيل، أوليس الإسلام نهى عن الكلام الفاحش؟. قلنا: هذا فيمن لا ينتهي إلا بمثله، وخاصة لمن تعزى بعزاء الجاهلية، فقول أبي بكر -مثلا- دليل على جواز ‌التصريح ‌باسم ‌العورة إذا كان فيه مصلحة تقتضيها تلك الحال، كما أذن النبي ﷺ أن يصرح لمن ادعى دعوى الجاهلية بهن أبيه ويقال: «اعضض أير أبيك» ولا يكنى له؛ فلكل مقام مقال. [زاد المعاد (3/ 361 ت عطاءات العلم)].

شرح مشكل الحديث:
Facebook
X
Telegram
WhatsApp
Threads