1126-عن عمرو بن عبسة قال :«سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: عن يمين الرحمن – وكلتا يديه يمين – رجال ليسوا بأنبياء ولا شهداء، يغشى بياض وجوههم نظر الناظرين، يغبِطهم النبيون والشهداء بمقعدهم وقربهم من الله عز وجل. قيل: يا رسول الله، من هم؟! قال: هم جُمَّاع من نَوازع القبائل، يجتمعون على ذكر الله، فيَنتقُون أطايب الكلام كما ينتقي آكل ‌التمر ‌أطايبه».

ضعيف.
الحكم على الحديث :

قال الهيثمي :«رواه الطبراني، ورجاله موثقون». [مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (10/ 77)]. وقال المنذري :«إسناده مقارب لا بأس به». [الترغيب والترهيب – المنذري – ط العلمية (2/ 261)]. وحسنه لغيره الألباني!. [صحيح الترغيب والترهيب (2/ 211)].

لكن ضعفه الألباني! «‌‌8252». [الجامع الصغير وزيادته (ص8252)]. وقال ضياء الرحمن :«ولم أتمكن من الوقوف على إسناده؛ لأن مسند عمرو بن عبسة لم يطبع بعد، وقول المنذري بأن إسناده مقارب يشير إلى علة خفية، وإلا لحسنه، فإنه يحسن الأحاديث المعلولة فكيف إذا خليت من العلة؟ ولذا ذكرته في الباب ولم أذكره في صلب الموضوع.». [الجامع الكامل في الحديث الصحيح الشامل المرتب على أبواب الفقه (1/ 268)]. وكذلك الألباني لم يقف على إسناد الحديث.

أحكام المحدثين :

عزاه الهيثمي إلى الطبراني «16771». [مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (10/ 77)]. ونقل إسناده ابن الجوزي: «8341 – روى الطبرانى من حديث إسماعيل بن عياش، عن تمام بن نجيح، عن الحسن، عن عمرو بن عبسة، سمعت رسول الله ﷺ..». [جامع المسانيد والسنن (6/ 579)]. تمام ‌بن ‌نجيح الأسدي، الدمشقي نزيل حلب [تهذيب التهذيب (2/ 405)]. قال ابن حبان :«منكر الحديث جدا يروي أشياء موضوعة عن الثقات كأنه المتعمد لها». [المجروحين لابن حبان ت زايد (1/ 204)]. وقال ابن عدي :«عامة ما يرويه لا يتابعه الثقات عليه». [الكامل في ضعفاء الرجال (2/ 281)].

وورد عن أبي الدرداء، ذكره الهيثمي وعزاه للطبراني : «قال رسول الله ﷺ: ليبعثن الله أقواما يوم القيامة في وجوههم النور، ‌على ‌منابر ‌اللؤلؤ، يغبطهم الناس، ليسوا بأنبياء ولا شهداء. قال: فجثا أعرابي على ركبتيه فقال: يا رسول الله، حلهم لنا نعرفهم. قال: هم المتحابون في الله، من قبائل شتى، وبلاد شتى، يجتمعون على ذكر الله يذكرونه». قال الهيثمي: رواه الطبراني، وإسناده حسن. [مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (10/ 77)]. لكن الحديث لا يوجد في المطبوع فلا يمكن الحكم عليه. 

وله شاهد آخر عند أبي يعلى :6842 – حدثنا عبيد الله بن عمر الجشمي، حدثنا يزيد بن زريع، حدثنا عوف، حدثنا أبو المنهال، حدثنا شهر بن حوشب قال: كان منا رجل – معشر الأشعريين – قد صحب رسول الله ﷺ وشهد معه مشاهده الحسنة الجميلة، مالك أو ابن مالك – شك عوف – فأتانا يوما فقال: أتيتكم لأعلمكم وأصلي بكم كما كان رسول الله ﷺ يصلي بنا، فدعا بجفنة عظيمة فجعل فيها من الماء، ثم دعا بإناء صغير، فجعل يفرغ في الإناء الصغير على أيدينا، ثم قال: أسبغوا الآن الوضوء. فتوضأ القوم، ثم قام فصلى بنا صلاة تامة وجيزة، فلما انصرف قال: قال لنا رسول الله ﷺ: قد علمت أن أقواما ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء بمكانهم من الله. فقال رجل من حجرة القوم أعرابي قال: وكان يعجبنا إذا شهدنا رسول الله ﷺ أن يكون فينا الأعرابي لأنهم يجترئون أن يسألوا رسول الله ﷺ ولا نجترئ، فقال: يا رسول الله، سمهم لنا؟ قال: فرأينا وجه رسول الله ﷺ يتهلل. قال: هم ناس ‌من ‌قبائل ‌شتى يتحابون في الله، والله إن وجوههم لنور، وإنهم لعلى نور، ما يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزنوا». [مسند أبي يعلى (12/ 233 ت حسين أسد)]. لكن ضعيف لضعف شهر بن حوشب.

وآخر عن ابن عمر رواه الحاكم :7318 – حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الزاهد الأصبهاني، ثنا أحمد بن يونس الضبي، بأصبهان، ثنا أبو بدر شجاع بن الوليد، قال: سمعت زياد بن خيثمة، يحدث عن أبيه، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ: «إن لله عبادا ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الشهداء والنبيون يوم القيامة لقربهم من الله تعالى ومجلسهم منه. فجثا أعرابي على ركبتيه، فقال: يا رسول الله، صفهم لنا وحلهم لنا. قال: قوم من أقناء ‌الناس ‌من ‌نزاع ‌القبائل تصادقوا في الله وتحابوا فيه، يضع الله عز وجل لهم يوم القيامة منابر من نور يخاف الناس ولا يخافون، هم أولياء الله عز وجل الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون». [المستدرك على الصحيحين (4/ 188)]. وفيه إسناده ضعف كذلك.

وفي الباب أحاديث كثيرة في فضل المتحابين في الله، عن عبد الله بن عمرو قال ابن نمير، وأبو بكر: يبلغ به النبي ﷺ. وفي حديث زهير قال: قال رسول الله ﷺ: «إن المقسطين عند الله ‌على ‌منابر ‌من ‌نور عن يمين الرحمن عز وجل، وكلتا يديه يمين، الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا». [صحيح مسلم (6/ 7)]. وعن أبي هريرة عن النبي ﷺ: « أن رجلا زار أخا له في قرية أخرى، ‌فأرصد ‌الله ‌له على مدرجته ملكا، فلما أتى عليه قال: أين تريد؟ قال: أريد أخا لي في هذه القرية قال: هل لك عليه من نعمة تربها؟ قال: لا، غير أني أحببته في الله عز وجل قال: فإني رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه». [صحيح مسلم (8/ 12)].

تخريج الحديث :

قوله (جُمَّاع) أَخلاطٌ من قبائلَ شتّى ومواضعَ مختلفة. (ونوازع) جمعُ نازعٍ، وهو الغريب، ومعناه: أنَّهم لم يجتمعوا لقرابةٍ بينهم، ولا نسبٍ، ولا معرفةٍ، وإنَّما اجتمعوا لذِكرِ اللهِ لا غير. [فتح القريب المجيب على الترغيب والترهيب (7/285)].

شرح مشكل الحديث:
Facebook
X
Telegram
WhatsApp
Threads