قال الذهبي :«هذا إسناد جيد، ما بال هذا هنا!». [تلخيص كتاب الموضوعات (ص356)] يقصد إدراج ابن الجوزي له في موضوعاته. وقال ابن الملقن :«إسناده لا أعلم به بأسا». [البدر المنير في تخريج الأحاديث والأثار الواقعة في الشرح الكبير (9/ 375)]. وقال الهيثمي :«رواه الطبراني في الأوسط، والكبير بأسانيد، رجال بعضها ثقات كلهم. ورواه البزار باختصار». [مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (4/ 41)]. وقال ابن حجر :«سنده لا بأس به». [فتح الباري لابن حجر (10/ 250 ط السلفية)]. وقال ابن عراق :«إسناد جيد». [تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة (2/ 386)]. وصححه ضياء الرحمن [الجامع الكامل في الحديث الصحيح الشامل المرتب على أبواب الفقه (11/ 644)]. والألباني «5755». [الجامع الصغير وزيادته (ص5755)].
لكن أورده ابن الجوزي في الموضوعات [الموضوعات لابن الجوزي (3/ 265)]. وقال البزار :«رواه الثقات عن مجاهد عن عبيد بن عمير مرسلا». [كشف الأستار عن زوائد البزار (4/ 184)]. وقال السمعاني :«الخبر غريب». [تفسير السمعاني (3/ 185)]. وقال ابن حجر :«حديث ابن عمر هذا ضعيف». [فيض القدير (3/ 569)]. وقال السناري :«له شواهد عن جماعة من الصحابة. وأسانيدها كلها مخدوشة». [مسند أبي يعلى – ت السناري (6/ 159)].
ورد الحديث من طرق كلها معلولة، وأمثلها ما رواه الطبراني: 1575 – حدثنا أحمد قال: نا محمد قال: نا القاسم بن يزيد الجرمي، عن سفيان الثوري، عن منصور، عن مجاهد، عن عبيد بن عمير، عن ابن عمر، عن النبي ﷺ قال: «الذباب كله في النار إلا النحل.ونهى رسول الله ﷺ عن قتلهن، وعن إحراق الطعام. قال سفيان: يشبه أن يكون بأرض العدو». [المعجم الأوسط للطبراني (2/ 160)]. وإسناده صحيح لا كما قال ابن الجوزي، فقد قال :«القاسم مجهول». [الموضوعات لابن الجوزي (3/ 266)]. وليس كذلك، فهو ثقة «4835». [تهذيب الكمال في أسماء الرجال (23/ 460)].
لكن اختلف فيه على سفيان، فقد رواه عنه عبد الرزاق عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عمير، أو عن ابن عمر. [مصنف عبد الرزاق (5/ 162 ط التأصيل الثانية)]. هكذا بالشك، وتابعه إبراهيم بن خالد كذلك، روياه عن الثوري، عن ليث، عن مجاهد، عن عبيد بن عمير، أو ابن عمر، عن النبي ﷺ بالشك. [علل الدارقطني = العلل الواردة في الأحاديث النبوية (12/ 371)]. ورواه الفضل بن موسى عن سفيان، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عمر، وعبيد بن عمير. «13544». [المعجم الكبير للطبراني (12/ 419)]. قرن بينهما. ومما يقوي رواية الإرسال قول البزار :«رواه الثقات عن مجاهد عن عبيد بن عمير مرسلا». [كشف الأستار عن زوائد البزار (4/ 184)].
وللحديث شاهد عن ابن عباس، رواه الطبراني :11058 – حدثنا الحضرمي، ثنا إبراهيم بن أبي معاوية، ثنا أبي، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس، عن النبي ﷺ قال: «الذباب كله في النار إلا النحلة». [المعجم الكبير للطبراني (11/ 65)]. ابن أبي معاوية مدلس، ووهم في هذا الحديث، قال الدارقطني :«فقال مرة: عن مجاهد، عن ابن عباس، ووهم في ذلك. والصحيح: عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن مجاهد، مرسلا». [علل الدارقطني = العلل الواردة في الأحاديث النبوية (12/ 370)].
وعن ابن مسعود، رواه الطبراني :حدثنا إدريس بن عبد الكريم الحداد، ثنا عاصم بن علي، ثنا إسحاق بن يحيى بن طلحة، عن المسيب بن رافع، عن ابن مسعود قال: قال رسول الله ﷺ: «الذباب كله في النار إلا النحل». [المعجم الكبير للطبراني (10/ 207)]. إسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله القرشي متروك الحديث. [تهذيب الكمال في أسماء الرجال (2/ 489)]. وعن أنس رواه أبو يعلى: 4231 – حدثنا شيبان بن فروخ، حدثنا سكين بن عبد العزيز، عن أبيه، عن أنس بن مالك، قال رسول الله ﷺ: «عمر الذباب أربعون ليلة، والذباب كله في النار إلا النحل». [مسند أبي يعلى (7/ 230 ت حسين أسد)]. عبد العزيز والد سكين مجهول. وورد من طريق آخر :4290 – حدثنا أبو سعيد الأشج، حدثنا عقبة بن خالد، حدثني عنبسة القاص، حدثنا حنظلة، عن أنس بن مالك، قال رسول الله ﷺ: «عمر الذباب أربعون يوما، والذباب كله في النار». [مسند أبي يعلى (7/ 271 ت حسين أسد)]. حنظلة منكر الحديث.
الحديث ضعيف، وعلى فرض صحته، فقوله (الذباب كله في النار) يريد أنها تكون في النار عقوبة لأهلها، لا أن كونها في النار عقوبة لها. [غريب الحديث – الخطابي (3/ 197)]. فهي في النار عقوبة للعصاة، وقد وردت نصوص تفيد تعذيب العصاة ببعض الحيوانات، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي ﷺ :«تأتي الإبل على صاحبها، على خير ما كانت، إذا هو لم يعط فيها حقها، تطؤه بأخفافها، وتأتي الغنم على صاحبها على خير ما كانت، إذا لم يعط فيها حقها، تطؤه بأظلافها، وتنطحه بقرونها، وقال: ومن حقها أن تحلب على الماء. قال: ولا يأتي أحدكم يوم القيامة بشاة يحملها على رقبته لها يعار، فيقول: يا محمد، فأقول: لا أملك لك شيئا، قد بلغت، ولا يأتي ببعير يحمله على رقبته له رغاء، فيقول: يا محمد، فأقول: لا أملك لك شيئا، قد بلغت». [صحيح البخاري (2/ 106)]. والحديث مضى برقم: (1056). وفي قول ربنا :﴿زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ﴾ [النحل: 88]. قال ابن مسعود :«زيدوا عقارب أنيابُها كالنخل الطوال». [مسند أبي يعلى (5/ 65 ت حسين أسد)]. وإسناده صحيح.
وفي المقابل توجد حيوانات في الجنة، ليس لأنها مكلفة، بل من تمام النعيم، فقد سألت اليهود النبي ﷺ :«فما تحفتهم حين يدخلون الجنة؟ قال: زيادة كبد النون، قال: فما غذاؤهم على إثرها؟ قال: ينحر لهم ثور الجنة الذي كان يأكل من أطرافها». [صحيح مسلم (1/ 173)].
جميع الحقوق محفوظة © 2024
Powered by Art Revo