قال العراقي :«رواه أحمد وابن أبي الدنيا في كتاب الخائفين من رواية ثابت عن أنس بإسناد جيد». [تخريج أحاديث الإحياء = المغني عن حمل الأسفار (ص1531)]. وقال المنذري :«رواه أحمد من رواية إسماعيل بن عياش وبقية رواته ثقات». [الترغيب والترهيب – المنذري – ط العلمية (4/ 249)]. وحسنه الألباني «2511». [سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها (6/ 42)].. وكان قد ضعفه قبلا ثم تراجع عن ضعفه «4454». [سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة (9/ 444)].
لكن قال الهيثمي :«رواه أحمد من رواية إسماعيل بن عياش، عن المدنيين وهي ضعيفة، وبقية رجاله ثقات». [مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (10/ 385)]. وضعفه ضياء الرحمن [الجامع الكامل في الحديث الصحيح الشامل المرتب على أبواب الفقه (1/ 474)]. والحويني «107-». [النافلة في الأحاديث الضعيفة والباطلة (2/ 6)]. والعدوي مع بعض الباحثين [سلسلة الفوائد الحديثية والفقهية (10/ 37)].
رواه أحمد في «359». [الزهد لأحمد بن حنبل (ص59)]. وفي «13343». [مسند أحمد (21/ 55 ط الرسالة)]. وابن أبي الدنيا «219». [صفة النار لابن أبي الدنيا (ص136)]. والآجري «932». [الشريعة للآجري (3/ 1361)]. والأصبهاني «384». [العظمة لأبي الشيخ الأصبهاني (3/ 814)]. وابن عبد البر [التمهيد – ابن عبد البر (3/ 434 ت بشار)]. عن إسماعيل بن عياش، عن عُمارة بن غَزية: أنه سمع حميد بن عبيد مولى بني المعلى يقول: سمعت ثابتا البُناني يحدث عن أنس بن مالك رفعه. حميد بن عبيد مولى بني المعلى مجهول، وإسماعيل بن عياش روايته عن غير أهل بلده ضعيفة وهذه منها.
ورواه ابن أبي الدنيا :«408 – حدثني الفضل بن جعفر، قال: حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، قال: حدثنا عمي، قال: حدثنا يحيى بن أيوب، وابن لهيعة، عن عمارة بن غزية، عن حميد، قال: سمعت أنس بن مالك، عن النبي عليه الصلاة والسلام، أنه سأل جبريل: ما لي لا أرى ميكائيل يضحك؟. قال جبريل: ما ضحك ميكائيل منذ خلقت النار». [الرقة والبكاء لابن أبي الدنيا (ص269)]. فلم يذكر ثابتا، وفيه أحمد بن عبد الرحمن ضعيف.
ورواه ابن أبي الدنيا مرسلا :215 – حدثنا إسحاق بن إسماعيل، قال: حدثنا سفيان، عن أبي سنان، عن بعض المشيخة: أن النبي ﷺ قال لجبريل عليه السلام :«ما لي لا أرى ميكائيل يضحك؟ فقال: ما ضحك منذ خلقت النار». [صفة النار لابن أبي الدنيا (ص134)].
ثم ورد ما يخالفه، فقد روى البيهقي :915 – أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنا أبو بكر عبد الله بن يحيى الطلحي بالكوفة، ثنا الحسين بن جعفر، ثنا عبد الله بن أبي زياد، ثنا سيار بن حاتم، ثنا جعفر بن سليمان، ثنا أبو عمران قال: بلغني أن جبريل عليه السلام جاء إلى النبي ﷺ وهو يبكي فقال :«ما يبكيك؟ قال: ما جفت لي عين منذ خلق الله جهنم مخافة أن أعصيه فيلقيني فيها». [شعب الإيمان (1/ 521 ت زغلول)]. وإسناده ضعيف. وورد من حديث عمر كما نقل الهيثمي :18572 – وعن عمر: «أن جبريل عليه السلام جاء إلى النبي ﷺ حزينا لا يرفع رأسه، فقال له رسول الله ﷺ: ما لي أراك يا جبريل، حزينا؟!. فقال: إني رأيت لفحة من روحي فلم ترجع إلي بعد». قال اليهثثمي : فيه علي بن خلف، وهو ضعيف. [مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (10/ 386)]. وروى أبو الشيخ :«383 – حدثنا الحسن بن محمد بن أبي هريرة، حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب، حدثنا وهب بن زمعة، حدثنا عبد الله بن المبارك، عن عبد العزيز بن أبي رواد رحمه الله تعالى قال: نظر الله تبارك وتعالى إلى جبريل، وميكائيل وهما يبكيان، فقال الله عز وجل وهو أعلم: ما يبكيكما وقد علمتما أني لا أجور؟ فقالا: يا رب، إنا لا نأمن مكرك. فقال الله تبارك وتعالى: هكذا فافعلا فإنه لا يأمن مكري إلا كل خاسر». [العظمة لأبي الشيخ الأصبهاني (3/ 814)]. وهو منكر. وروى البيهقي :«383 – حدثنا الحسن بن محمد بن أبي هريرة، حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب، حدثنا وهب بن زمعة، حدثنا عبد الله بن المبارك، عن عبد العزيز بن أبي رواد رحمه الله تعالى قال: نظر الله تبارك وتعالى إلى جبريل، وميكائيل وهما يبكيان، فقال الله عز وجل وهو أعلم: ما يبكيكما وقد علمتما أني لا أجور؟ فقالا: يا رب، إنا لا نأمن مكرك. فقال الله تبارك وتعالى: هكذا فافعلا فإنه لا يأمن مكري إلا كل خاسر». [العظمة لأبي الشيخ الأصبهاني (3/ 814)]. وهو ضعيف كذلك.
فلم يصح للحديث طريق ولا شاهد، بل هي ضعيفة ومضطربة في تحديد الملك. وقد ورد أن ذلك في مالك خازن جهنم ولا يصح كذلك، فقد ورد من طرق معلولة. وقد رأيت من ينسب الحديث للصحيحين في حادثة الإسراء والمعراج، ولم أر ذلك، وإنما في صحيح مسلم :قال قائل :«يا محمد، هذا مالك صاحب النار فسلم عليه، فالتفت إليه فبدأني بالسلام». [صحيح مسلم (1/ 108)]. ولم يذكر الضحك، وإنما ذكر ابن هشام معضلا :«قال ابن إسحاق: وحدثني بعض أهل العلم عمن حدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: .. فقلت لجبريل: يا جبريل من هذا الملك الذي قال لي كما قالت الملائكة ولم يضحك، ولم أر منه من البشر مثل الذي رأيت من غيره؟. قال: فقال لي جبريل: أما إنه لو ضحك إلى أحد كان قبلك، أو كان ضاحكا إلى أحد بعدك، لضحك إليك، ولكنه لا يضحك، هذا مالك صاحب النار». [سيرة ابن هشام – ت طه عبد الرؤوف سعد (2/ 37)].
وذكر السيوطي «وأخرج ابنُ مردويه عن عمرَ قال: لما أُسري برسولِ الله ﷺ رأى مالكًا خازن النار، فإذا رجلٌ عابسٌ يُعرفُ الغضبُ في وجهه». [الخصائص الكبرى (1/ 272)].
جميع الحقوق محفوظة © 2024
Powered by Art Revo