ذكرها الضياء في المختارة «84». [الأحاديث المختارة (10/ 89)]. وأثبتها ابن حجر [فتح الباري لابن حجر (8/ 439 ط السلفية)].
لكن حكم عليها بالوضع ابن الجوزي [القصاص والمذكرين (ص312)]. وقال ابن خزيمة :«القصة من وضع الزنادقة وطعن فيها البيهقي أيضا. وروى الشيخ محيي الدين عن القاضي عياض أنها باطلة لا تصح عقلا ولا نقلا. وذكر أبو منصور الماتريدي: أنها من جملة إيحاء الشيطان إلى أوليائه من الزنادقة حتى يلقوا بين أرقاء الدين ليرتابوا في صحة الدين القويم، وقيل إنها من مفتريات ابن الزبعرى». [الخلاصة في معرفة الحديث (ص87)]. ومن حكم ببطلانها القاضي عياض ونقل ذلك عن القاضي بكر بن العلاء المالكي [الشفا بتعريف حقوق المصطفى – محذوف الأسانيد (2/ 289)]. وردها ابن كثير [تفسير ابن كثير – ط ابن الجوزي (5/ 433)]. وقال البيهقي :«هذه القصة غير ثابتة من جهة النقل». [فتح القدير للشوكاني (3/ 546)]. وقال ابن حزم :«كذب بحت موضوع». [الفصل في الملل والأهواء والنحل (4/ 18)]. وحكم عليها بالبطلان كل من الزيلعي. [تخريج أحاديث الكشاف (2/ 393)]. وأبو شهبة [دفاع عن السنة ورد شبه المستشرقين ط مكتبة السنة (ص319)]. والألباني [نصب المجانيق لنسف قصة الغرانيق (ص10)]. والفحل [الجامع في العلل والفوائد (1/ 312)]. وآل عيد [فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (17/ 69)]. ومحمد الأمين الشنقيطي[دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب (ص225 ط عطاءات العلم)]. والإثيوبي [ذخيرة العقبى في شرح المجتبى (12/ 384)].
القصة رواها الضياء :«84 – أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد الصيدلاني، أن فاطمة بنت عبد الله أخبرتهم، أبنا محمد بن عبد الله، أبنا سليمان بن أحمد الطبراني، ثنا الحسين بن إسحاق التستري وعبدان بن أحمد قالا: ثنا يوسف بن حماد المعني، ثنا أمية بن خالد، ثنا شعبة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير – لا أعلمه إلا – عن ابن عباس من قوله». [الأحاديث المختارة (10/ 89)]. والصواب أنه مرسل، فقد رواه محمد بن جعفر [تفسير الطبري (18/ 666 ط التربية والتراث)]. وأبو داود [تفسير ابن كثير – ط ابن الجوزي (5/ 431)]. عن شعبة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير مقطوعا، وهو الصواب.
ورواه كذلك الضياء «247 – أخبرنا أبو القاسم بن أحمد بن أبي القاسم الخباز، أن أبا الخير محمد بن رجاء بن إبراهيم أخبرهم، أبنا أحمد بن عبد الرحمن، أبنا أحمد بن موسى بن مردويه، حدثني إبراهيم بن محمد، حدثني أبو بكر محمد بن علي المقرئ البغدادي، ثنا جعفر بن محمد الطيالسي، ثنا إبراهيم بن محمد بن عرعرة، ثنا أبو عاصم النبيل، ثنا عثمان بن الأسود، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس موقوفا». [الأحاديث المختارة (10/ 234)]. وقد اختلف فيه، رواه الواحدي :«أخبرنا أبو بكر الحارثي، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن حيان قال: حدثنا أبو يحيى الرازي، قال: حدثنا سهل العسكري، قال: أخبرنا يحيى، عن عثمان بن الأسود، عن سعيد بن جبير مقطوعا». [أسباب النزول ت زغلول (ص320)].
ووردت روايات أخرى لم يصح منها شيء، منها ما رواه الطبري :«حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا المعتمر، قال: سمعت داود، عن أبي العالية، قال: قالت قريش لرسول الله ﷺ». [تفسير الطبري (16/ 606)]. وهذا مرسل. ورواه الطبري :«حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرنى يونس، عن ابن شهاب أنه سأله عن قوله: {وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي} الآية. قال ابن شهاب: ثنى أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، أن رسول الله ﷺ وهو بمكة..». [تفسير الطبري (16/ 608)]. وهو مرسل.
الحديث لا يصح، وعلى قول من صححه فلا إشكال لأن المراد :
والقول المختار عندنا أنها لا تصح، أما قول ربنا :﴿ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ﴾ [الحج: 52]. فمعنى قوله: (تمنى) في هذه الآية الكريمة فيه للعلماء وجهان من التفسير معروفان:
الأول: أن (تمنى) بمعنى: قرأ وتلا. فيكون المعنى ألقى الشيطان في قراءة رسول الله ﷺ أو النبي الشبه والوساوس ليصد الناس عن اتباع ما يقرؤه، ويتلوه الرسول أو النبي ﷺ.
الثاني: أن تمني في الآية من التمني المعروف، وهو تمنيه إسلام أمته، وطاعتهم لله ولرسله، ومفعول ألقى محذوف، فعلى أن (تمنى) بمعنى: أحب إيمان أمته، وعلق أمله بذلك، فمفعول ألقى يظهر أنه من جنس الوساوس، والصد من دين الله حتى لا يتم للنبي أو الرسول ما تمنى. ومعنى كون الإلقاء في أمنيته على هذا الوجه: أن الشيطان يلقي وساوسه وشبهه ليصد بها عما تمناه الرسول أو النبي فصار الإلقاء كأنه واقع فيها بالصد عن تمامها والحيلولة دون ذلك. [أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن (5/ 794 ط عطاءات العلم)].
جميع الحقوق محفوظة © 2024
Powered by Art Revo