قال الخطيب :«والمحفوظ: عن الحسن، عن أمه، عن أم سلمة». [تاريخ بغداد ت بشار (3/ 255)]. وقال الهيثمي:«وفي إسناد الطبراني أحمد بن عمر العلاف الرازي ولم أعرفه». [مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (7/ 242)]. وقال:«رجال أحمد ثقات». [مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (7/ 244)]. وقواه محققو المسند«17776». [مسند أحمد (29/ 311 ط الرسالة)]. وقال الوادعي:«حديث صحيح». [الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين (2/ 86)]. وصححه الألباني«2008». [سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها (5/ 18)]. وحسنه محققو السير[سير أعلام النبلاء (1/ 425 ط الرسالة)]. لكن قال الحاكم:«إن كان محفوظا فإنه صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه وإنما رواه الناس، عن معتمر، عن ليث، عن مجاهد». [المستدرك على الصحيحين (3/ 437 ط العلمية)]. وقال ضياء الرحمن:«شاذ». [الجامع الكامل في الحديث الصحيح الشامل المرتب على أبواب الفقه (12/ 301)].
رواه الخطيب :«أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبيد الله الحنائي، قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي إملاء، قال: حدثني أبو عبد الله محمد بن سهل بن عبد الرحمن العطار، قال: حدثني أبو يحيى عمرو بن عبد الجبار اليمامي، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا أبو عوانة، عن أبي عمرو بن العلاء، عن الحسن، عن أنس بن مالك..». [تاريخ بغداد ت بشار (3/ 255)].
محمد بن سهل بن عبد الرحمن أبو عبد الله العطار، قال الدارقطني: «محمد بن سهل العطار متروك. وعن أبي محمد الحسن بن محمد الخلال : كان محمد بن سهل العطار يضع الحديث». [تاريخ بغداد ت بشار (3/ 255)].
ورواه الطبراني:6315 – حدثنا الصائغ، ثنا أحمد بن عمر العلاف الرازي، ثنا أبو سعيد، مولى بني هاشم، ثنا حماد بن سلمة، عن أبي التياح، عن أنس بن مالك :«أن رسول الله ﷺ كان يبني المسجد، وكان عمار بن ياسر يحمل صخرتين، فقال: ويح ابن سمية، تقتله الفئة الباغية». [المعجم الأوسط للطبراني (6/ 248)].
وإسناده ضعيف، أحمد بن عمر العلاف قال ابن حبان:«شيخ يروي عن عبد الرحمن بن مغراء روى عنه يعقوب بن سفيان الفارسي وقال كتبت عنه بمكة». [الثقات لابن حبان (8/ 22)].
وروى ابن أبي عاصم:803 – حدثنا العباس بن الوليد النرسي، ثنا معتمر بن سليمان، سمعت ليثا يحدث، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو قال: أتى عمرو بن العاص رضي الله عنه رجلان يختصمان في أمر عمار وسلبه، فقال: خلياه واتركاه، فإني سمعت رسول الله ﷺ يقول :«اللهم أولعت قريش بعمار، قاتل عمار وسالبه في النار». [الآحاد والمثاني لابن أبي عاصم (2/ 102)]. ليث هو ابن أبي سليم ضعيف. وتابعه المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو. [المستدرك على الصحيحين (3/ 437 ط العلمية)].
وأقوى الأسانيد ما عند الإمام أحمد :«17776 – حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن سلمة، قال: أخبرنا أبو حفص وكلثوم بن جبر، عن أبي غادية، قال: قتل عمار بن ياسر فأخبر عمرو بن العاص، قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: إن قاتله وسالبه في النار. فقيل لعمرو: فإنك هو ذا تقاتله! قال: إنما قال: قاتله وسالبه (2)». [مسند أحمد (29/ 311 ط الرسالة)]. وإسناد الحديث قوي.
لكن يشكل على الحديث أن الأحاديث الأصح وردت في الفئة الباغية عموما دون تحديد، فإن الفئة الباغية هي القاتلة عمارا، ولا القاتل وحده، فلعل عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: (إن قاتله وسالبه في النار) اجتهادا منه، فعزاه بعض الرواة إلى النبي ﷺ. [الجامع الكامل في الحديث الصحيح الشامل المرتب على أبواب الفقه (12/ 301)].
وقد رد ابن عبد البر على هذا بقوله:«والظن بالصحابة في تلك الحروب أنهم كانوا فيها متأولين، وللمجتهد المخطئ أجر، وإذا ثبت هذا في حق آحاد الناس، فثبوته للصحابة بالطريق الأولى». [الإصابة في تمييز الصحابة (7/ 260)].
لكن يشكل عليه أن الحديث ورد في تحديد القاتل، لذا أجاب الشيخ الألباني جوابا بأن الحديث هذا خاص، قال :«فالصواب أن يقال: إن القاعدة صحيحة إلى ما دل الدليل القاطع على خلافها، فيستثنى ذلك منها كما هو الشأن هنا وهذا خير من ضرب الحديث الصحيح بها». [سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها (5/ 19)].
لكن يشكل على كلام الألباني أن أبا الغادية ممن بايع تحت الشجرة، فقد قال النبي ﷺ:«لا يدخل النار إن شاء الله من أصحاب الشجرة أحد الذين بايعوا تحتها». [صحيح مسلم (7/ 169 ط التركية)]. فيكف يكون في النار وهو من المبشرين بالجنة؟!.
جميع الحقوق محفوظة © 2024
Powered by Art Revo