216-عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله ﷺ :«إنما تكون الصنيعة إلى ذي دين أو حسب، وجهاد الضعفاء الحج، وجهاد المرأة حسن التبعل لزوجها، والتودد نصف الدين، وما عال امرؤ اقتصد، وواستنزلوا الرزق بالصدقة، وأبى الله أن يجعل أرزاق عباده المؤمنين من حيث يحتسبون».

باطل.
الحكم على الحديث :

قال الإمام أحمد :«وهذا حديث لا أحفظه على هذا الوجه إلا بهذا الإسناد وهو ضعيف بمرة». [شعب الإيمان (2/ 74 ت زغلول)].  قال ابن عبد البر:«هذا حديث غريب من حديث مالك، وهو حديث حسن، ولكنه منكر عندهم عن مالك، ولا يصح عنه، ولا له أصل في حديثه». [التمهيد – ابن عبد البر (13/ 146 ت بشار)]. وذكره ابن حبان وحكم عليه بالوضع[المجروحين لابن حبان ت زايد (1/ 146)]. وضعفه الألباني«‌‌6242». [سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة (13/ 524)].

أحكام المحدثين :

رواه البيهقي «1197 – حدثنا أبو محمد بن يوسف الأصبهاني، أنا أبو بكر أحمد بن سعيد الاخميمي بمكة، ثنا عبد الجليل بن عاصم المديني، ثنا هارون بن يحيى الحاطبي، ثنا عثمان بن عمر بن خالد-وقال مرة: عثمان بن خالد بن الزبير عن أبيه عن علي بن الحسين عن أبيه عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله ﷺ : إنما تكون الصنيعة إلى ذي دين أو حسب، وجهاد الضعفاء الحج، وجهاد المرأة حسن التبعل لزوجها..». [شعب الإيمان (2/ 73 ت زغلول)].

وهذا سند شديد الضعف، قال الإمام أحمد :«وهذا حديث لا أحفظه على هذا الوجه إلا بهذا الإسناد وهو ضعيف بمرة». [شعب الإيمان (2/ 74 ت زغلول)].

قلت : وهو كذلك، فأحمد بن سعيد بن ‌فرضخ ‌الإخميمي المصري. قال عنه الدارقطني :«روى عن القاسم بن عبد الله بن مهدي، عن علي بن أحمد بن سهل الأنصاري، عن عيسى بن يونس، عن مالك، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، عن النبي ﷺ أحاديث في ثواب المجاهدين والمرابطين والشهداء موضوعة كلها وكذب لا تحل روايتها والحمل فيها على ابن فرضخ فهو المتهم بها فإنه كان يركب الأسانيد ويضع عليها أحاديث». [لسان الميزان ت أبي غدة (1/ 472)].

وهارون بن يحيى بن هارون بن عبد الرحمن بن ‌حاطب ‌الحاطبي. قال ابن حجر :«وجدت من روايته حديثا منكرا تقدم في ترجمة أحمد بن داود ووقفت له على عدة أحاديث مناكير وما عرفته إلى الآن. ثم وجدته في الضعفاء للعقيلي فقال: مدني لا يتابع على حديثه». [لسان الميزان ت أبي غدة (8/ 314)].

ورواه ابن عبد البر في التمهيد : «حدثنا خلف بن القاسم، قال: حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد الحلبي ببيت المقدس، قال: حدثنا أحمد بن داود الحراني، قال: حدثنا أبو مصعب، قال: حدثنا مالك، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، قال: اجتمع علي بن أبي طالب، وأبو بكر، وعمر وأبو عبيدة بن الجراح، فتماروا في أشياء، فقال لهم علي بن أبي طالب: انطلقوا بنا إلى رسول الله -ﷺ- نسأله، فلما وقفوا على النبي -ﷺ- قالوا: يا رسول الله، جئنا نسألك. قال: إن شئتم سألتموني، وإن شئتم أخبرتكم بما جئتم له. قالوا: أخبرنا يا رسول الله .. وجئتم تسألوني عن جهاد المرأة، وجهاد المرأة حسن التبعل لزوجها..[التمهيد – ابن عبد البر (13/ 146 ت بشار)].

قلت : هذا إسناد باطل فيه أحمد بن داود بن عبد الغفار، قال ابن حبان : «شيخ كان بالفسطاط يضع الحديث لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل الإبانة عن أمره ليتنكب حديثه». [المجروحين لابن حبان ت زايد (1/ 146)]. ثم ذكر هذا الحديث وحكم عليه بأنه مكذوب. لكن ابن عبد البر قال قولا  متناقضا فيما يظهر، فقد قال بعد رواية الحديث :«هذا حديث غريب من حديث مالك، وهو حديث حسن، ولكنه منكر عندهم عن مالك، ولا يصح عنه، ولا له أصل في حديثه». [التمهيد – ابن عبد البر (13/ 146 ت بشار)]. فكيف يكون حسنا وفي نفس الوقت منكر ولا أصله له! فالظاهر أنه يريد أنه حسن المعنى كما سيأتي بلفظ آخر عند ابن أبي الدنيا.

ورواه الحاكم في تاريخه: «أنبأنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن عبدة القزاز حدثنا الحسن بن إسحاق التستري حدثنا عمر بن خلف المخزومي حدثنا عمر بن راشد عن عبد الرحمن بن حرملة عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة». [اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة (2/ 60)]. وهذا سند ساقط، وعلته عمر بن راشد.[المقاصد الحسنة (ص52)].

ورواه البيهقي من طريق آخر وفيه «إنصرفي أيتها المرأة وأعلمي من خلفك من النساء أن ‌حسن ‌تبعل ‌إحداكن لزوجها وطلبها مرضاته واتباعها موافقته تعدل ذلك كله». [شعب الإيمان (6/ 421 ت زغلول)]. لكنه حديث ضعيف خرجه الشيخ الألباني في «‌‌6242». [سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة (13/ 524)].

لكن فات الشيخ الألباني لفظ آخر للحديث وهو الصحيح رواه ابن أبي الدنيا كما بينا في الحديث رقم: (189).

تخريج الحديث :
Facebook
X
Telegram
WhatsApp
Threads