لم نقف على من حكم على الخبر وفق المصادر التي بين أيدينا.
هذا القول لا أصل له عنه، وإنما رواه ابن شبة :«حدثنا علي بن محمد، عن عيسى بن يزيد، عن عبد الواحد بن عمير، عن ابن جريج مولى أم حبيبة قال: كنت مع عثمان رضي الله عنه في الدار. فما شعرت وقد خرج محمد بن أبي بكر ونحن نقول: هم في الصلح، إذا بالناس قد دخلوا من الخوخة وتدلوا بأمراس الحبال من سور الدار ومعهم السيوف، فرميت بسيفي وجلست عليه، وسمعت صياحهم، فإني لأنظر إلى مصحف في يد عثمان رضي الله عنه، إلى حمرة أديمه، ونشرت نائلة بنت الفرافصة شعرها، فقال لها عثمان رضي الله عنه: «خذي خمارك فلعمري لدخولهم علي أعظم من حرمة شعرك». [تاريخ المدينة لابن شبة (4/ 1300)].
وهذا خبر لا يصح، لجهالة عبد الواحد بن عمير، وعيسى بن يزيد ذكر البخاري أنه حدث «بحديث طويل، منكر». [التاريخ الكبير للبخاري (6/ 402 ت المعلمي اليماني)]. وقال أبو حاتم: «إن كان ابن داب فهو منكر الحديث». [الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (6/ 291)]. و ابن جريج مولى أم حبيبة إنما هو ابن الجراح.[الدر المنثور في طبقات ربات الخدور (ص517)]. و[الاستغناء في معرفة المشهورين من حملة العلم بالكنى (1/ 516)].
ورواه ابن شبة : «حدثنا محمد بن موسى الهذلي قال: حدثنا عمرو بن أزهر، عن عاصم الأحول، عن أبي قلابة قال: دخلوا عليه، فقالت نائلة: يا أمير المؤمنين ألا ألقي خماري عني لعلهم ينتهون عن بعض ما يريدون؟ قال: الذي يطلبون أعظم حرمة مما تذكرين». [تاريخ المدينة لابن شبة (4/ 1283)].
وهذا أيضا لا يصح لما فيه من انقطاع، وعمرو بن أزهر قال البخاري: «رماه أبو سعيد الحداد بالكذب». [التاريخ الكبير للبخاري (7/ 395 ت الدباسي والنحال)]. وقال ابن أبي حاتم :«عمرو بن أزهر العتكى نزل بغداد روى عن ابن جريج رماه أبو سعيد الحداد بالكذب سمعت أبي يقول ذلك، نا عبد الرحمن قال قرئ على العباس بن محمد الدوري عن يحيى بن معين أنه قال عمرو بن ازهر كان بواسط بصرى ضعيف الحديث، نا عبد الرحمن قال سألت ابى عن عمرو بن الازهر فقال هو متروك الحديث». [الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (6/ 221)]
فالخبر باطل لا يصح.
جميع الحقوق محفوظة © 2024
Powered by Art Revo