244-«جاء رجل إلى عمر رضي الله عنه ليشكو إليه خلق زوجته، فوقف ببابه ينتظره فسمع امرأته تستطيل عليه بلسانها وهو ساكت لا يرد عليها فانصرف قائلا: إذا كان هذا حال أمير ‌المؤمنين ‌فكيف ‌حالي؟!. فخرج عمر فرآه موليا فناداه ما حاجتك؟. فقال: يا أمير المؤمنين جئت أشكو إليك خلق زوجتي واستطالتها علي فسمعت زوجتك كذلك فرجعت وقلت: إذا كان هذا حال أمير المؤمنين مع زوجته فكيف حالي؟!. فقال له عمر: يا أخي إني احتملتها لحقوق لها علي، إنها طباخة لطعامي خبازة لخبزي، غسالة لثيابي، مرضعة لولدي، وليس ذلك بواجب عليها ويسكن قلبي بها عن الحرام، فأنا أحتملها لذلك، فقال الرجل: يا أمير المومنين وكذلك زوجتي. قال: فاحتملها يا أخي فإنما هي مدة يسيرة».

لا أصل له.
الحكم على الحديث :

لم نجد من حكم على الخبر وفق ما بين أيدينا من المصادر.

أحكام المحدثين :

هذا الخبر لا أصل له عن عمر بن الخطاب، وإنما ورد ذكر من غير أصل بصيغة التمريض في بعض الكتب غير الحديثية، ككتاب  [الكبائر للذهبي (ص179)]، والذي اختلف في صحة نسبته إليه،  وكتاب  [الزواجر عن اقتراف الكبائر (2/ 80)]. و[حاشية البجيرمي على شرح المنهج = التجريد لنفع العبيد (3/ 442)].  و[موارد الظمآن لدروس الزمان (4/ 268)].

وهذه القصة تخالف ما عرف عن عمر رضي الله عنه من هيبته، وهو القائل :«وكنا معشر قريش نغلب النساء، فلما قدمنا على الأنصار إذا هم قوم تغلبهم نساؤهم، فطفق نساؤنا يأخذن من أدب نساء الأنصار، ‌فصحت ‌على ‌امرأتي فراجعتني، فأنكرت أن تراجعني..». [صحيح البخاري (2/ 871)].

ورفع المرأة صوتها على  زوجها ليس من الخلق الحسن، قال النعمان بن بشير، قال :«استأذن أبو بكر على رسول الله ﷺ فسمع صوت عائشة عاليا وهي تقول: والله لقد عرفت أن عليا أحب إليك من أبي مرتين أو ثلاثا. فاستأذن أبو بكر، فدخل فأهوى إليها، فقال: يا بنت فلانة! ألا أسمعك ترفعين صوتك على رسول الله ﷺ». [مسند أحمد (30/ 372 ط الرسالة)]. 

وما صدر من أمنا عائشة، إنما كان بدافع الغيرة مما قد يتسامح فيه، وإلا فلا يصح رفع أحد صوته فوق صوت النبي ﷺ كما قال ربنا:﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ ‌فَوْقَ ‌صَوْتِ النَّبِيِّ ﴾ [الحجرات: 2]. قال ابن رسلان:«وفيه: النهي عن رفع المرأة ‌صوتها على زوجها، لا سيما إن كان من أكابر العلماء والصالحين، وفيه: تأديب الرجل ابنته بالضرب وغيره، وإن كانت مزوجة أو لها أولاد». [شرح سنن أبي داود لابن رسلان (19/ 156)]. 

تخريج الحديث :
Facebook
X
Telegram
WhatsApp
Threads