لم نجد من حكم على الخبر وفق ما بين أيدينا من المصادر.
هذا الخبر لا أصل له عن عمر بن الخطاب، وإنما ورد ذكر من غير أصل بصيغة التمريض في بعض الكتب غير الحديثية، ككتاب [الكبائر للذهبي (ص179)]، والذي اختلف في صحة نسبته إليه، وكتاب [الزواجر عن اقتراف الكبائر (2/ 80)]. و[حاشية البجيرمي على شرح المنهج = التجريد لنفع العبيد (3/ 442)]. و[موارد الظمآن لدروس الزمان (4/ 268)].
وهذه القصة تخالف ما عرف عن عمر رضي الله عنه من هيبته، وهو القائل :«وكنا معشر قريش نغلب النساء، فلما قدمنا على الأنصار إذا هم قوم تغلبهم نساؤهم، فطفق نساؤنا يأخذن من أدب نساء الأنصار، فصحت على امرأتي فراجعتني، فأنكرت أن تراجعني..». [صحيح البخاري (2/ 871)].
ورفع المرأة صوتها على زوجها ليس من الخلق الحسن، قال النعمان بن بشير، قال :«استأذن أبو بكر على رسول الله ﷺ فسمع صوت عائشة عاليا وهي تقول: والله لقد عرفت أن عليا أحب إليك من أبي مرتين أو ثلاثا. فاستأذن أبو بكر، فدخل فأهوى إليها، فقال: يا بنت فلانة! ألا أسمعك ترفعين صوتك على رسول الله ﷺ». [مسند أحمد (30/ 372 ط الرسالة)].
وما صدر من أمنا عائشة، إنما كان بدافع الغيرة مما قد يتسامح فيه، وإلا فلا يصح رفع أحد صوته فوق صوت النبي ﷺ كما قال ربنا:﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ ﴾ [الحجرات: 2]. قال ابن رسلان:«وفيه: النهي عن رفع المرأة صوتها على زوجها، لا سيما إن كان من أكابر العلماء والصالحين، وفيه: تأديب الرجل ابنته بالضرب وغيره، وإن كانت مزوجة أو لها أولاد». [شرح سنن أبي داود لابن رسلان (19/ 156)].
جميع الحقوق محفوظة © 2024
Powered by Art Revo