أصلحه أبو داود«4278». [سنن أبي داود (4/ 169 ط مع عون المعبود)]. وحسنه ابن حجر في [بذل الماعون (ت أحمد الكاتب ص 213)] وجود إسناده ابن مفلح [الآداب الشرعية والمنح المرعية (1/ 69)] وصححه الحاكم «7649». [المستدرك على الصحيحين للحاكم – ط العلمية (4/ 283)] والألباني «959». [سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها (2/ 648)] .
لكن أعله البخاري[التاريخ الكبير للبخاري (1/ 39 ت المعلمي اليماني)]. وأورده ابن الجوزي في الموضوعات ونقل كلام النسائي قوله «هذا حديث منكر». [العلل المتناهية في الأحاديث الواهية (2/ 445)]. وضعفه ضياء الرحمن [الجامع الكامل في الحديث الصحيح الشامل المرتب على أبواب الفقه (12/ 289)]. ومحققو المسند «19678». [مسند أحمد (32/ 453 ط الرسالة)]. وحكم عليه السناري بالنكارة«7277». [مسند أبي يعلى – ت السناري (9/ 653)].
رواه أبو داود : 4278 – حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: نا كثير بن هشام، نا المسعودي، عن سعيد بن أبي بردة، عن أبيه، عن أبي موسى قال: قال رسول الله ﷺ: «أمتي هذه أمة مرحومة، ليس عليها عذاب في الآخرة، عذابها في الدنيا الفتن والزلازل والقتل». [سنن أبي داود (4/ 169 ط مع عون المعبود)].
وهذا إسناد ضعيف لاختلاط المسعودي، بالإضافة إلى ذلك فقد أعل باضطراب السند والنكارة في المتن :
أما سندا فقد اختلف فيه على أبي بردة، كما بين البخاري رحمه الله [التاريخ الكبير للبخاري (1/ 38 ت المعلمي اليماني)].
أما متنا ففي الحديث «ليس عليها عذاب في الآخرة» وهذا مخالف لما هو معلوم من أنه في الأمة أقوام يدخلون النار ويخرجون منها بالشافعة، كقوله ﷺ : «يدخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، ثم يقول الله تعالى: أخرجوا من النار من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان». [صحيح البخاري (1/ 13 ط السلطانية)]. قال البخاري: «والخبر عن النبي ﷺ في الشفاعة وأن قوما يعذبون ثم يخرجون اكثر وأبين وأشهر». [التاريخ الكبير للبخاري (1/ 39 ت المعلمي اليماني)].
ورد إشكال الشفاعة ابن حجر بقوله :«وهو محمول على معظم الأمة لثبوت أحاديث الشفاعة».[بذل الماعون (ت احمد الكاتب ص 214)]. وهناك من أول هذا الحديث بأنه أراد بهم: من اقتداه ﷺ كما ينبغي، ويحب الله ورسوله، فأما من فعل كبيرة فقد استحق العذاب، ثم أمره إلى الله تعالى؛ إن شاء عاقبه، وإن شاء عفا عنه . [المفاتيح في شرح المصابيح (5/ 340)].
وقد صح عن أبي هريرة قوله «إن هذه الأمة أمة مرحومة، لا عذاب عليها إلا ما عذبت هي أنفسها، قال: قلت وكيف تعذب أنفسها؟. قال: أما كان يوم النهر عذاب؟ أما كان يوم الجمل عذاب؟ أما كان يوم صفين عذاب؟». [مسند أبي يعلى (11/ 67 ت حسين أسد)]. فقد يقال أن هذا له حكم الرفع ولا يقال بالرأي كما ذكر ابن حجر.
ولا شك أن هذه المصائب مما يكفر الله بها الذنوب، لقول النبي ﷺ :«ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله بها عنه حتى الشوكة يشاكها. [صحيح البخاري (7/ 114 ط السلطانية)]. وهذا لمن صبر واحتسب.
أما الحديث ففي سنده اضطراب ومتنه مشكل رغم توجيه ابن حجر، لأن الأحاديث متواترة في الشفاعة، وحمله على الأغلب يحتاج إلى دليل. وقول أبي هريرة للرأي فيه مجال كما أنه خص الأمر بالاقتتال كقوله ﷺ :«وسألته أن لا يهلك أمتي بالغرق فأعطانيها، وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها». [صحيح مسلم (8/ 172 ط التركية)].
جميع الحقوق محفوظة © 2024
Powered by Art Revo