536-عن قيلة بنت مخرمة :«أنها كانت تحت حبيب بن أزهر أخي بني جناب، فولدت له النساء ثم توفي، فانتزع بناتها منها أثوب بن أزهر عمهن، فخرجت تبتغي الصحابة إلى رسول الله ﷺ في أول الإسلام، فبكت جويرية منهن حديباء، قد كانت أخذتها الفرصة وهي أصغرهن عليها سبيج لها من صوف، فرحمتها فاحتملتها معها، فبينما هما ترتكان الجمل إذ انتفخت الأرنب، فقالت الحديباء القصبة: لا والله لا يزال كعبك أعلى من كعب أثوب في هذا الحديث أبدا، ثم لما شنح الثعلب، فسمته اسما غير الثعلب نسيه عبد الله بن حسان، ثم قالت فيه ما قالت في الأرنب، فبينما هما ترتكان، إذ برك الجمل وأخذته رعدة، فقالت الحديباء القصبة: أدركتك والله أخدة أثوب فقلت: واضطررت إليها: ويحك ما أصنع؟ قالت: قلبي ثيابك ظهورها لبطونها وتدحرجي ظهرك لبطنك وقلبي أحلاس جملك، ثم خلعت سبيجها، فقلبته وتدحرجت ظهرها لبطنها، فلما فعلت ما أمرتني انتفض الجمل، ثم قام فتفاج، وبال فقالت الحديباء: أعيدي عليك أداتك ففعلت ما أمرتني به فأعدتها، ثم خرجتا ترتك، فإذا أثوب على إثرنا بالسيف مصلتا فوألنا إلى حواء ضخم، فداره، حتى ألقي الجمل إلى رواق البيت الأوسط جمل ذلول فاقتحمت داخله بالجارية، فأدركني بالسيف فأصاب ظبته طائفة من قرون رأسي وقال: ألقي إلي بنت أخي يا دفار، فرميت بها إليه، فجعلها على منكبه، فذهب بها وكنت أعلم به من أهل البيت ومضيت إلى أخت لي ناكح في بني شيبان أبتغي الصحابة إلى رسول الله ﷺ أول الإسلام، فبينما أنا عندها ذات ليلة من الليالي تحسب عيني نائمة جاء زوجها من السامر فقال: وأبيك لقد وجدت لقيلة صاحبا صاحب صدق، فقالت أختي: من هو؟ قال: حريث بن حسان الشيباني عاد وافد بكر بن وائل إلى رسول الله ﷺ ذا صباح، فقالت أختي: الويل لي لا تسمع بهذا أختي، فتخرج مع أخي بكر بن وائل بين سمع الأرض وبصرها ليس معها من قومها رجل فقال: لا تذكريه لها، فإني غير ذاكرة لها، فسمعت ما قالا، فغدوت فشددت على جملي، فوجدته غير بعيد، فسألته الصحبة، فقال: نعم، وكرامة، وركابه مناخة عندي، فخرجت معه صاحب صدق، حتى قدمنا على رسول الله ﷺ وهو يصلي بالناس صلاة الغداة، وقد أقيمت حين شق الفجر، والنجوم شابكة في السماء، والرجال لا تكاد تعارف من ظلمة الليل فصففت مع الرجال امرأة حديثة عهد بجاهلية، فقال لي الرجل الذي يليني من الصف: امرأة أنت أم رجل؟ فقلت: لا بل امرأة، فقال: إنك قد كدت تفتنيني فصلي في النساء وإذا صف من النساء قد حدث عند الحجرات لم أكن رأيته حين دخلت، فكنت فيهن حتى إذا طلعت الشمس دنوت، فجعلت إذا رأيت رجلا ذا رداء وذا قشر طمح إليه بصري لأرى رسول الله ﷺ فوق الناس حتى جاء رجل بعدما ارتفعت الشمس فقال: السلام عليك يا رسول الله، فقال رسول الله ﷺ: وعليك السلام ورحمة الله وعليه أسمال مليتين قد كانتا بزعفران، وقد نقضتا وبيده عسيب نخلة مقصر مقشو قفر غير خوصتين من أعلاه قاعد القرفصاء، فلما رأيت رسول الله ﷺ المتخشع في الجلسة أرعدت من الفرق، فقال له جليسه: يا رسول الله أرعدت المسكينة فقال رسول الله ﷺ: ولم ينظر إلي وأنا عند ظهره: يا مسكينة عليك السكينة فلما قالها رسول الله ﷺ أذهب الله عني ما كان دخل في قلبي من الرعب وتقدم صاحبي أول رجل حريث بن حسان، فبايعه على الإسلام وعلى قومه، ثم قال: يا رسول الله اكتب بيننا وبين بني تميم بالدهناء لا يجاوزها إلينا منهم إلا مسافر أو مجاوز، فقال رسول الله ﷺ: اكتب بالدهناء يا غلام، فلما أمر له بها شخص بي وهي وطني وداري فقلت: يا رسول الله، لم يسألك السوية من الأمر إذ سألك، إنما هذه الدهناء عندك مقيد الجمل ومرعى الغنم ونساء بني تميم وأبناؤها وراء ذلك، فقال: امسك يا غلام، صدقت المسكينة، المسلم أخو المسلم يسعهما الماء والشجر ويتعاونان على القيان، فلما رأى ذلك حريث قد حيل دون كتابه ضرب بإحدى يديه على الأخرى ثم قال: كنت أنا وأنت كما قال: وحتفها تحمل ضأن بأظلافها. فقالت: والله ما أعلم إن كنت لدليلا في الظلماء لدولا لدى الرجل عفيفا عن الرفيقة حتى قدمنا على رسول الله ﷺ، ولكن لا تلمني على أن أسأل حظي إذ سألت حظك، قال: وما حظك في الدهناء لا أبا لك؟ قلت: مقيد جملي تسأله لجمل امرأتك، قال: لا جرم أني أشهد رسول الله ﷺ أني لك أخ وصاحب ما حييت إذا تنيت علي هذا عنده، فقلت: إذ بدأتها فلن أضيعها، فقال رسول الله ﷺ: أيلام ابن هذه أن يفصل الخطة وينصر من وراء الحجرة، فبكيت ثم قلت: قد والله ولدته يا رسول الله حراما، فقاتل معك يوم الربذة، ثم ذهب يميرني من خيبر، فأصابته حماها، فمات، فترك علي النساء، فقال رسول الله ﷺ: «فوالذي نفسي بيده لو لم تكوني مسكينة لجررناك على وجهك» أو «لجررت على وجهك» – شك عبد الله بن حسان أي الحرفين حدثته المرأتان – أتغلب إحداكن أن تصاحب في الدنيا معروفا، فإذا حال بينه وبين من هو أولى به استرجع، ثم قال: «رب آسني ما أمضيت، فأعني على ما أبقيت، فوالذي نفس محمد بيده إحداكن لتبكي، فتستعين لها صويحبة، فيا عباد الله لا تعذبوا موتاكم، ثم كتب لها في قطيعة أديم أحمر لقيلة والنسوة من بنات قيلة، ألا يظلمن حقا ولا يكرهن على منكح وكل مؤمن ومسلم لهن نصير، أحسن ولا تسئن».

ضعيف.
الحكم على الحديث :

قال ابن عبد البر:«‌هو ‌حديث ‌طويل ‌فصيح ‌حسن، ‌وقد ‌شرحه ‌أهل ‌العلم ‌بالغريب». [الإصابة في تمييز الصحابة (8/ 288)]. وقال ابن حجر:«إسناده لا بأس به». [فتح الباري لابن حجر (11/ 65 ط السلفية)]. وقال الهيثمي:«رجاله ثقات». [مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (6/ 12)]. وحسنه ضياء الرحمان[الجامع الكامل في الحديث الصحيح الشامل المرتب على أبواب الفقه (8/ 772)]. وكان الألباني ضعفه قم تراجع وحسنه«2697». [صحيح سنن أبي داود ط غراس (8/ 392)].

لكن ضعف الرواية المختصر بنفس الإسناد محمد عبد المحسن التركي«1763». [مسند أبي داود الطيالسي (3/ 233)]. ومحققو السنن«3070». [سنن أبي داود (4/ 677 ت الأرنؤوط)]. ومحققو الجامع«3023». [سنن الترمذي (5/ 95)].

أحكام المحدثين :

الحديث روي مختصرا ومطولا، أما المختصر فقد رواه أبو داود الطيالسي ولفظه:«صلى بنا رسول الله ﷺ الفجر حين انشق الفجر، والنجوم شابكة في السماء، ما تكاد ‌تعارف ‌مع ‌ظلمة ‌الليل، والرجال ما تكاد تعارف». [مسند أبي داود الطيالسي (3/ 233)].  والترمذي ولفظه:«قدمنا على رسول الله ﷺ، فذكرت الحديث بطوله حتى جاء رجل وقد ارتفعت الشمس فقال: السلام عليك يا رسول الله، فقال رسول الله ﷺ: وعليك السلام ورحمة الله وعليه تعني النبي ﷺ أسمال مليتين ‌كانتا ‌بزعفران وقد نفضتا، ومع النبي ﷺ عسيب نخلة». [سنن الترمذي (4/ 506)]. وأبو داود ولفظه:بنت مخرمة، وكانت جدة أبيهما أنها أخبرتهما قالت: «قدمنا على رسول الله ﷺ قالت: تقدم صاحبي – تعني: حريث بن حسان – وافد بكر بن وائل، فبايعه على الإسلام عليه وعلى قومه، ثم قال: يا رسول الله، اكتب بيننا وبين بني تميم بالدهناء أن لا يجاوزها إلينا منهم أحد إلا مسافر أو مجاوز، فقال: اكتب له يا غلام بالدهناء، فلما رأيته قد أمر له بها شخص بي، وهي وطني وداري فقلت: يا رسول الله، إنه لم يسألك السوية من الأرض إذ سألك، إنما هذه الدهناء عندك مقيد الجمل ومرعى الغنم، ونساء بني تميم وأبناؤها وراء ذلك، فقال: أمسك يا غلام صدقت المسكينة، المسلم أخو المسلم يسعهم الماء والشجر، ويتعاونون على الفتان». [سنن أبي داود (3/ 142 ط مع عون المعبود)].

أما المطول فرواه ابن سعد[الطبقات الكبير (1/ 274 ط الخانجي)]. وابن أبي خيثمة«3562». [التاريخ الكبير لابن أبي خيثمة – السفر الثاني – ط الفاروق (2/ 829)].  والطبراني[المعجم الكبير للطبراني (25/ 8)].

كلهم رووه من طريق عبد الله بن حسان العنبري، قال: حدثتني جدتاي، دحيبة وصفية بنتا عليبة، عن ربيبتهما وجدة أبيهما قيلة بنت مخرمة..

عبد الله بن حسان العنبري وثقه ابن حبان وقال الذهبي ثقة : ثقة«2683-». [الكاشف (1/ 545)]. وقال ابن حجر:«مقبول». [تقريب التهذيب (ص300)].

وجدتاه دحيبة  ‌بنت ‌علببة، قال الذهبي:«ما روى عنها سوى عبد الله بن حسان العنبري ذاك الخبر الطويل». [ميزان الاعتدال (2/ 24)].  وصفية ‌بنت ‌عليبة قال الذهبي:«لا تعرف إلا من رواية عبد الله بن حسان العنبري عنها». [ميزان الاعتدال (4/ 608)].  وفيما قاله نظر، فقد ذكرهما  ابن حبان، دحيبة بنت. [الثقات لابن حبان (6/ 295)]. وصفية بنت عليبة. [الثقات لابن حبان (6/ 480)]. وذكر  رواية كثير بن قيس بن الصَّلْتِ العنبري عنهما، لكن هذا لا يرفع عنهما جهالة الحال.

تخريج الحديث :
Facebook
X
Telegram
WhatsApp
Threads