ذكره الألباني في «1453». [سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها (3/ 436)].
لكن قال الإمام أحمد : «موضوع ليس له أصل». [الجامع لعلوم الإمام أحمد – علل الحديث (15/ 320)]. وكذا قال «يحيى بن معين». [الموضوعات لابن الجوزي (2/ 166)] وقال أبو حاتم : «هذا حديث لا يعرف له أصل». [العلل لابن أبي حاتم (5/ 687 ت الحميد)]. وذكره ابن الجوزي في الموضوعات وتوسع في تخريجه في «باب طلب نجاح الحوائج بكتمانها». [الموضوعات لابن الجوزي (2/ 164)]. والشوكاني ومحققه المعلمي «21». [الفوائد المجموعة (ص70)]. وحكم عليه الذهبي بالنكارة [ميزان الاعتدال (2/ 141)]. وضعف العراقي «2921». [تخريج أحاديث إحياء علوم الدين (4/ 1840)]. والهيثمي «13737». [مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (8/ 195)]. قال الحويني : «وكل هذه الطرق ساقطة، مدارها على كذابين وهلكى، ولا يصح هذا الحديث بوجه من الوجوه». [تنبيه الهاجد إلى ما وقع من النظر فى كتب الأماجد (1/ 108)].
رواه الروياني « 1449». [مسند الروياني (2/ 427)]. والطبراني في [المعجم الكبير للطبراني (20/ 94)]. والأوسط «2455». والصغير «1186». ومسند الشاميين «408». والكلاباذي [بحر الفوائد المسمى بمعاني الأخبار للكلاباذي (ص89)]. وأبو نعيم [حلية الأولياء وطبقات الأصفياء – ط السعادة (5/ 215)]. والقضاعي «708». [مسند الشهاب القضاعي (1/ 412)]. والبيهقي «6655». [شعب الإيمان (5/ 277 ت زغلول)]. كلهم من طريق سعيد بن سلام البصري. قال محمد بن عبد الله بن نمير : سعيد بن سلام بصري كذاب، يحدث عن الثوري. وقال البخاري : سعيد بن سلام العطار يذكر بوضع الحديث عن سفيان، وهشام بن سعد». [الضعفاء الكبير للعقيلي (2/ 108)].
وروي من طريق آخر عن «حسين بن علوان عن نور بن يزيد عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل». [الموضوعات لابن الجوزي (2/ 165)]. قال ابن حبان : «كان يضع الحديث». [المجروحين لابن حبان ت زايد (1/ 244)].
وروي عن عدة من الصحابة :عن ابن عباس : رواه ابن حبان في ترجمة طاهر بن الفضل الحلبي. عن محمد بن أيوب بن مشكان، عن طاهر بن الفضل الحلبي، عن حجاج بن محمد الأعور، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس مرفوعا.[المجروحين لابن حبان ت زايد (1/ 385)]. قال ابن حبان : «يضع الحديث على الثقات وضعا ويقلب الأسانيد يلزق المتون الواهية بالأسانيد الصحيحة لا يحل كتابة حديثه إلى على جهة التعجب». [المجروحين لابن حبان ت زايد (1/ 384)].ورواه ابن الجوزي من طريقين، ثم قال : «وأما حديث ابن عباس فإنه من عمل الأبزاري، بعض من هذا الطريق عطاء ومن الأولى الرشيد، وقد سبق في كتابنا أنه كذاب. قال أحمد بن كامل: كان الأبزاري ماجنا كذابا». [الموضوعات لابن الجوزي (2/ 166)].
وعن عمر بن الخطاب : رواه الخرائطي : 680 من طريق حلبس بن محمد ، عن جريج قال: قال عطاء بن أبي رباح: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: قال رسول الله ﷺ: «استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان لها؛ فإن كل ذي نعمة محسود». [اعتلال القلوب – الخرائطي (2/ 335)]. حلبس متروك الحديث «قال الدارقطني: متروك الحديث. وقال ابن عدي: حلبس بن محمد الكلابي، وأظنه حلبس بن غالب، بصري منكر الحديث». [ميزان الاعتدال (1/ 587)]. ثم جريج مدلس وعطاء لم يسمع من عمر.
وعن علي : رواه الخلعي [فتح الوهاب بتخريج أحاديث الشهاب (1/506)] من طريق غندر عن شعبة عن مروان الأصغر عن النزال بن سبرة عنه علي مرفوعا وإسناده مظلم.
وروي من طريق مرسلة عن أبي بردة : رواه السلمي : أنا إبراهيم بن علي بن معقل قال: أنا أبو الفضل المروزي قال: أنا عيسى بن يونس قال: أنا الشيباني قال: أنا الحسين بن واقد، عن ابن أبي بردة، عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: «استعينوا على حوائجكم بالكتمان؛ فإن كل ذي نعمة محسود». [آداب الصحبة لأبي عبد الرحمن السلمي (ص70)]. وهذا سند ضعيف لضعف أبي عبد الرحمن السلمي، وأبو بردة مجهول فهو منقطع.
وعن أبي هريرة : رواه الجرجاني من طريق «سهل بن عبد الرحمن الجرجاني لقيته بالبادية بسوق فيد عن محمد بن مطرف عن محمد بن المنكدر عن عروة بن الزبير عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «استعينوا على الحوائج بكتمانها فإن لكل نعمة حاسد». [تاريخ جرجان (ص223)].
وهذا الطريق هو الذي جعل الشيخ الألباني يحسن الحديث«1453». [سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها (3/ 436)]، وقد رجح أنه هو سهل بن عبد الرحمن المعروف بـالسندي بن عبدويه الرازي.
قلت : إن كان هو فقد قال أبو حاتم : «عبد الرحمن قال سئل أبي عنه فقال: شيخ». [الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (4/ 201)]. وقد بين معنى قوله شيخ : «وإذا قيل شيخ فهو بالمنزلة الثالثة يكتب حديثه وينظر فيه إلا أنه دون الثانية». [الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (2/ 37)]. فهو ضعيف الحديث. مع أنه يبعد ان يكون هو نفسه، بل هو رجل مجهول.
وفي الباب ما رواه أحمد : «23596 – حدثنا حسن، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا الوليد بن أبي الوليد، عن أيوب بن خالد بن أبي أيوب الأنصاري، حدثه عن أبيه، عن جده أبي أيوب الأنصاري، صاحب رسول الله ﷺ، أن رسول الله ﷺ قال له: اكتم الخطبة». [مسند أحمد (38/ 566 ط الرسالة)]. وهدا حديث ضعيف، فابن لهيعة مشهور بالضعف، أيوب بن خالد ضعيف الحديث، ووالده خالد مجهول.
والمعنى صحيح لمن كان يريد الإقبال على شيء، ودليله : ﴿قَالَ يَابُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا ﴾ [يوسف: 5] . قال ابن كثير :«ومن هذا يؤخذ الأمر بكتمان النعمة حتى توجد وتظهر». [تفسير ابن كثير – ت السلامة (4/ 371)].
فلو وجدت جاز التحدث بها لقول ربنا : ﴿وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ﴾ [الضحى: 11] .
والأصل في كل ذلك الإقبال على الله والتوكل عليه، دون خوف من شيء، وإنما هي أسباب لا ينبغي التعلق بها.
جميع الحقوق محفوظة © 2024
Powered by Art Revo