احتج به مسلم«2026». [صحيح مسلم (6/ 110)]. ولم يلتفت النووي إلى قول من ضعفه [شرح النووي على مسلم (13/ 195)]. وتعقب ابن حجر من ضعفه وقال:«الحديث بمجموع طرقه صحيح». [فتح الباري لابن حجر (10/ 83 ط السلفية)]. وصححه ضياء الرحمن[الجامع الكامل في الحديث الصحيح الشامل المرتب على أبواب الفقه (11/ 508)].
لكن أعله بالوقف أبو الوليد الباجي[المنتقى شرح الموطأ (7/ 237)]. وقال المازري:«قال بعض الشيوخ: والأظهر أن هذا موقوف على أبي هريرة». [المعلم بفوائد مسلم (3/ 114)]. وقال عبد الحكم الإشبيلي :«في إسناده عمر بن حمزة العمري وهو ضعيف». [الأحكام الوسطى (4/ 174)]. وحكم عليه الألباني بالنكارة«927». [سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة (2/ 326)]. وضعفه العدوي مع بعض طلابه«[سلسلة الفوائد الحديثية والفقهية (8/ 330)].
الحديث تفرد بإخراجه مسلم :«(2026) حدثني عبد الجبار بن العلاء، حدثنا مروان -يعني الفزاري-، حدثنا عمر بن حمزة، أخبرني أبو غطفان المري : أنه سمع أبا هريرة..». [صحيح مسلم (6/ 110)]. عمر بن حمزة بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، قال الإمام أحمد : أحاديثه مناكير. وقال عباس الدوري، عن يحيى بن معين: عمر بن حمزة أضعف من عمر بن محمد بن زيد. وقال النسائي: ضعيف. وذكره ابن حبان في كتاب الثقات، وقال : كان ممن يخطئ. وقال أبو أحمد بن عدي : وهو ممن يكتب حديثه. استشهد به البخاري في الصحيح. [تهذيب الكمال في أسماء الرجال (21/ 312)].
رغم ضعفه فهو متابع، فقد رواه البزار :«8050- حدثنا زهير بن محمد البغدادي، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: لو يعلم الذي يشرب قائما ماذا عليه لاستقاء». [مسند البزار = البحر الزخار (14/ 353)]. وإسناده صحيح. وعند أحمد:«7809 – حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة..». [مسند أحمد (13/ 217 ط الرسالة)]. وإسناده صحيح كذلك.
لكن اختلف فيه على عبد الرزاق : «فرواه أحمد بن حنبل، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن رجل لم يسمه، عن أبي هريرة. وقال محمد بن عبد الأعلى الصنعاني: عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، مرسلا، عن أبي هريرة. ورواه أحمد بن سفيان النسائي، وزهير بن محمد، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عبيد الله، عن أبي هريرة، وعند محمد بن عبد الأعلى فيه عن عبد الرزاق إسناد آخر، قال: عن معمر، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ. وقيل: عن محمود بن غيلان، عن عبد الرزاق، عن سفيان الثوري، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ. قال الدارقطني : الصحيح عن معمر، عن الأعمش. [علل الدارقطني = العلل الواردة في الأحاديث النبوية (11/ 62)].
لكن يشهد له ما رواه أحمد :«8003 – حدثنا محمد بن جعفر، أخبرنا شعبة، عن أبي زياد الطحان، قال: سمعت أبا هريرة يقول: عن النبي ﷺ : أنه رأى رجلا يشرب قائما، فقال له: قه، قال: لمه؟. قال: أيسرك أن يشرب معك الهر؟. قال: لا. قال: فإنه قد شرب معك من هو شر منه، الشيطان». [مسند أحمد (13/ 381 ط الرسالة)].
وأصل الحديث ثابت، والزيادة صحيحة، لإيراد مسلم لها، ولما لها من طرق.
الحديث فيه عمر بن حمزة، وهو ضعيف!. فكيف أخرج مسلم رواية عمر بن حمزة، وهو ضعيف؟.
الجواب : إنما أخرج له لكونه لم ينفرد بل هو متابع كما بينا في التخريج.
فإن قيل : لماذا أخرج رواية عمر، دون رواية الأعمش؟.
الجواب : لعله لكون رواية عمر مسموعة له، دون رواية الأعمش؛ إذ يحتمل أن تكون إجازة، أو نحوه.[البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج (34/ 163)].
وليس في الحديث إيجاب ذلك الفعل وإنما ورد ذلك للمبالغة، وحكى بعضهم الإجماع على أنه ليس عليه أن يستقيء. [المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (5/ 286)]. وقد ورد عن النبي ﷺ ما يفيد شربه واقفا، ﷺ فعن أم الفضل بنت الحارث :«أنها أرسلت إلى النبي ﷺ بقدح لبن وهو واقف عشية عرفة فأخذ بيده فشربه». [صحيح البخاري (7/ 110)]. ولا تعارض بين الأحاديث، فالشرب واقفا ليس محرما وإنما مكروه.
جميع الحقوق محفوظة © 2024
Powered by Art Revo