601-عن عبد الله بن مسعود عن النبي ﷺ قال :«المرأة عورة، فإذا خرجت ‌استشرفها ‌الشيطان».

صحيح.
الحكم على الحديث :

قال الترمذي:«حديث حسن صحيح غريب». [سنن الترمذي (2/ 463)]. وأورده ابن حبان في «1519». [صحيح ابن حبان: التقاسيم والأنواع (2/ 374)]. وقال الدارقطني:«رفعه صحيح من حديث قتادة». [علل الدارقطني = العلل الواردة في الأحاديث النبوية (5/ 315)]. وقال ابن رجب:«إسناده كلهم ثقات». [فتح الباري لابن رجب (8/ 52)]. وقال الهيثمي:«رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح». [مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (2/ 34)]. وسكت عنه ابن حجر«3045». [هداية الرواة – مع تخريج المشكاة الثاني للألباني (3/ 252)]. وصححه ابن القطان الفاسي[إحكام النظر في أحكام النظر بحاسة البصر (ص173)].  والألباني«273». [إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل (1/ 303)]. والوادعي«863». [الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين (1/ 661)]. وضياء الرحمن[الجامع الكامل في الحديث الصحيح الشامل المرتب على أبواب الفقه (1/ 285)].

لكن ذكر ابن خزيمة أنه لا يعرف :«هل سمع قتادة هذا الخبر عن أبي الأحوص؟. لرواية سليمان التيمي هذا الخبر عن قتادة عن أبي الأحوص، لأنه أسقط مورقا من الإسناد. وهمام وسعيد بن بشير أدخلا في الإسناد مورقا، وإنما شككت أيضا في صحته، لأني لا أقف على سماع قتادة هذا الخبر من مورق». [صحيح ابن خزيمة ط 3 (2/ 814)].

أحكام المحدثين :

رواه الترمذي «1173». [سنن الترمذي (2/ 463)]. وابن خزيمة«1685». [صحيح ابن خزيمة ط 3 (2/ 813)]. وابن حبان«1519». [صحيح ابن حبان: التقاسيم والأنواع (2/ 374)]. والطبراني«10115». [المعجم الكبير للطبراني (10/ 108)]. عن همام، عن قتادة، عن مورق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله.. فذكره. لكن رواه ابن خزيمة«1686». [صحيح ابن خزيمة ط 3 (2/ 814)]. وابن حبان«4661». [صحيح ابن حبان: التقاسيم والأنواع (5/ 416)]. عن المعتمر بن سليمان، قال: سمعت أبي يحدث، عن قتادة، عن أبي الأحوص، عن عبد الله.. فأسقط مورقا العجلي.  وهذا لا يضر، لمعرفة الواسطة، وخاصة أن هماما متابع، تابعه سعيد كما عند ابن خزيمة«1687 عن سعد بن بشير، عن قتادة، عن مورق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله أن النبي ﷺ قال: بمثله..». [صحيح ابن خزيمة ط 3 (2/ 814)]. وكذلك تابعهما سويد أبو حاتم، عن قتادة، عن مورق العجلي، عن أبي الأحوص، عن عبد الله بن مسعود رفعه.. [المعجم الكبير للطبراني (10/ 108)]. وله شاهد عند الطبراني :«2890». [المعجم الأوسط للطبراني (3/ 189)].حدثنا إبراهيم: أنبأنا عاصم بن النضر، أنبأنا معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن قتادة، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه، عن رسول الله قال: فذكره..

وعن جابر :«أن رسول الله ﷺ رأى امرأة فأتى امرأته زينب، وهي تمعس منيئة لها فقضى حاجته، ثم خرج إلى أصحابه، فقال: إن المرأة ‌تقبل ‌في ‌صورة ‌شيطان، وتدبر في صورة شيطان، فإذا أبصر أحدكم امرأة، فليأت أهله، فإن ذلك يرد ما في نفسه». [صحيح مسلم (4/ 129)].

تخريج الحديث :

مصطلح (عورة) ليس فيه تنقيص كما يفهم بعضهم، فهو يطلق على ما لا يحب المرء أن يراه غيره، فقد جاء في القرآن ﴿يَقُولُونَ إِنَّ ‌بُيُوتَنَا ‌عَوۡرَةٞ ﴾ [الأحزاب: 13].  وهي في الأصل: الخلل والنقص. وفيه قيل لمن فقدت عينه أعور وعورت عينه، ومنه عورة الحي وهي الجهة غير الحصينة منه بحيث يمكن الدخول منها كالثغر. ثم أطلقت على ما يكره انكشافه كما هنا وكما سمي ما لا يحب الإنسان كشفه من جسده عورة. [التحرير والتنوير (18/ 294)].

وهذا كما قال ربنا : ﴿ثَلَٰثُ ‌عَوۡرَٰتٖ لَّكُمۡۚ﴾ [النور: 58]. أي لا يحب أحد أن يدخل عليه في هذه الأوقات. 

فصارت العورة تطلق على ما لا يحل أن يراه أحد، لذا قال ربنا :﴿أَوِ ٱلطِّفۡلِ ٱلَّذِينَ لَمۡ يَظۡهَرُواْ عَلَىٰ ‌عَوۡرَٰتِ ٱلنِّسَآءِۖ ﴾ [النور: 31].

والعورة قد تكون في حال كذلك، وقد لا تكون في حال كذلك، كحال الزوجة مع زوجها، وكحال الطفل الصغير ثم يصير كبيرا.

فحاصل المعنى أن العورة تطلق على ما لا يحل انكشافه فلما كان الله يكره أن يكشف الرجال والنساء مواضع معينة من أبدانهم، سميت عورة، ولما كانت المرأة العفيفة تكره أن ينظر إلى شيء من جسمها رجل غير زوجها غريزة وشهوة، سمي المنظور إليه عورة. راجع: [الحجاب في الشرع والفطرة (ص63)].

شرح مشكل الحديث:
Facebook
X
Telegram
WhatsApp
Threads