645-عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله ﷺ :«النفقة كلها في سبيل الله إلا البناء فلا خير فيه».

ضعيف.
الحكم على الحديث :

حديث أنس، قال الترمذي:«هذا حديث غريب». [سنن الترمذي (4/ 263)]. وضعفه الألباني «‌‌1061». [سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة (3/ 173)]. 

أما حديث خباب، فقال الترمذي :«هذا حديث حسن صحيح». [سنن الترمذي (4/ 263)]. وأورده ابن حبان في «3243». [الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان (8/ 34)].  وأورده الألباني في «‌‌2831». [سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها (6/ 799)].
لكن أعله البيهقي بالوقف [شعب الإيمان (13/ 226 ط الرشد)].

أحكام المحدثين :

رواه الترمذي :«2482 – حدثنا محمد بن حميد الرازي، قال: حدثنا زافر بن سليمان، عن إسرائيل، عن شبيب بن بشير، هكذا قال محمد بن حميد: شبيب بن بشير، وإنما هو شبيب بن بشر، عن أنس بن مالك.. فذكره». [سنن الترمذي (4/ 262)].

محمد بن حميد ضعيف، وقال ابن عدي :«‌وتكثر ‌أحاديث ‌ابن ‌حميد ‌التي ‌أنكرت ‌عليه إن ذكرناه على أن أحمد بن حنبل قد أثنى عليه خيرا لصلابته في السنة». [الكامل في ضعفاء الرجال (7/ 530)]. شبيب بن بشر يخطئ. [تهذيب الكمال في أسماء الرجال (12/ 359)].

وروي من طريق آخر،ـ رواه الترمذي :2483 – حدثنا علي بن حجر، قال: أخبرنا شريك، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرب قال :«أتينا خبابا نعوده، وقد اكتوى سبع كيات، فقال: لقد تطاول مرضي، ولولا أني سمعت رسول الله ﷺ يقول: لا تمنوا الموت، لتمنيت، وقال: يؤجر الرجل في نفقته ‌كلها ‌إلا ‌التراب أو قال: في البناء». [سنن الترمذي (4/ 263)]. وشريك يخطئ كذلك. وقد رواه غير واحد عن أبي إسحاق فلم يذكروا قوله (يؤجر الرجل..).

ورواه ابن حبان :«[3243] أخبرنا ابن قتيبة، قال: حدثنا يزيد بن موهب، قال: حدثنا أبو معاوية الضرير، قال: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، قال: أتينا خبابا نعوده، فقال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: إن الرجل ليؤجر في نفقته كلها إلا في هذا التراب». [الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان (8/ 34)]. وإسناده صحيح، لكن أعل بالوقف، قال البيهقي :«رفعه غريب بهذا الإسناد». [شعب الإيمان (13/ 226 ط الرشد)]. وقال البزار:«وهذا الحديث لا نعلم أحدا رفعه عن إسماعيل عن قيس ‌من ‌أوله ‌إلى ‌آخره ‌إلا ‌أبو ‌معاوية وقد روى غير واحد صدر الحديث، عن إسماعيل، عن قيس، عن خباب، أن رسول الله ﷺ نهانا أن ندعو بالموت، وأما أن : المؤمن يؤجر في كل شيء إلا البناء في هذا التراب. فلا نعلم أحدا جمعها إلا أبو معاوية». [مسند البزار = البحر الزخار (6/ 64)]. ورواه البخاري موقوفا على خباب :«447 – حدثنا عبد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرب، عن خباب قال: إن الرجل ليؤجر في كل شيء، ‌إلا ‌البناء». [الأدب المفرد – ت عبد الباقي (ص159)]. وإسناده صحيح موقوفا.

ورواه الطبراني :3641 – حدثنا زكريا بن يحيى الساجي، ثنا سليمان بن داود المهري، ثنا ابن وهب، أخبرني إسماعيل بن عياش، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن خباب بن الأرت قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول :«كل نفقة ينفقها العبد ‌يؤجر ‌فيها ‌إلا ‌البنيان». [المعجم الكبير للطبراني (4/ 64)]. وإسناده ضعيف، ورواه غير واحد عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم فجعلوا قوله (المسلم يؤجر في كل شيء خلا ما يجعل في هذا التراب). موقوفا على خباب، فالصحيح إنما هو من كلام خباب ولا يصح رفعه.

تخريج الحديث :

الحديث ضعيف على الراجح، ومعناه أنه لا يؤجر إذا أنفق في التراب فضلا عما يحتاج إليه من البناء. [صحيح ابن حبان: التقاسيم والأنواع (5/ 383)].

شرح مشكل الحديث:
Facebook
X
Telegram
WhatsApp
Threads