862-عن قتادة السدوسي :«أن رسول الله ﷺ قام قائما حين وقف على باب الكعبة، ثم قال: لا إله إلا الله وحده، لا شريك له، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده ألا كل مأثرة، أو دم، أو مال يدعى، فهو تحت قدمي هاتين إلا سدانة البيت وسقاية الحاج. ألا وقتيل الخطأ مثل العمد، السوط والعصا، فيهما الدية مغلظة مائة من الإبل، منها أربعون في بطونها أولادها. يا معشر قريش، إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعظمها بالآباء الناس من آدم، وآدم خلق من تراب ثم تلا رسول الله ﷺ :{يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم}. الآية. يا معشر قريش، ويا أهل مكة، ما ترون أني فاعل بكم؟ قالوا: خيرا، أخ كريم وابن أخ كريم ثم قال: اذهبوا فأنتم الطلقاء».

ضعيف.
الحكم على الحديث :

قال العراقي :«فيه ضعف». [تخريج أحاديث إحياء علوم الدين (4/ 1825)]. وذكره العوشن في [ما شاع ولم يثبت في السيرة النبوية (ص190)]. وضعفه الألباني «‌‌1163». [سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة (3/ 307)].

أحكام المحدثين :

رواه الطبري :«حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن عمر بن موسى ابن الوجيه، عن قتادة السدوسي..». [تاريخ الطبري = تاريخ الرسل والملوك، وصلة تاريخ الطبري (3/ 60)]. قال إسحاق بن منصور : «أشهد ‌على ‌محمد ‌بن ‌حميد، ‌وعبيد ‌بن ‌إسحاق ‌العطار ‌بين ‌يدي ‌الله ‌أنهما ‌كذابان». [تهذيب الكمال في أسماء الرجال (25/ 97)].  وهو مرسل كذلك.

ورواه ابن إسحاق بلاغا :«فحدثني بعض أهل العلم أن رسول الله ﷺ قام على باب الكعبة..». [سيرة ابن هشام ت السقا (2/ 412)].

ورواه ابن سعد :«أخبرنا أحمد بن الحجاج الخراساني، أخبرنا عبد الله بن المبارك قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن بعض آل عمر بن الخطاب قال: لما كان يوم الفتح ورسول الله ﷺ، بمكة أرسل إلى صفوان بن أمية بن خلف وإلى أبي سفيان بن حرب وإلى الحارث بن هشام قال عمر: قلت قد أمكن الله منهم أعرفهم بما صنعوا حتى قال النبي، ﷺ، ‌مثلى ‌ومثلكم ‌كما ‌قال ‌يوسف لإخوته {لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين} [سورة يوسف: 92]. قال عمر: فانفضحت حياء من رسول الله، ﷺ كراهية لما كان منى، وقد قال لهم رسول الله ﷺ ما قال». [الطبقات الكبير (2/ 131 ط الخانجي)]. شيخ الزهري مبهم.

ورواه الأزرقي عن مسلم بن خالد، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين، عن عطاء بن أبي رباح، والحسن بن أبي الحسن، وطاوس، أن النبي ﷺ دخل يوم الفتح البيت، فصلى فيه ركعتين ثم خرج، وقد لبط بالناس حول الكعبة، فأخذ بعضادتي الباب، فقال:«الحمد لله الذي صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، ماذا ‌تقولون ‌وماذا ‌تظنون؟. قالوا: نقول خيرا ونظن خيرا، أخ كريم، وابن أخ كريم، وقد قدرت فأسجح قال: فإني أقول كما قال أخي يوسف: {لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين} [يوسف: 92]». [أخبار مكة للأزرقي (2/ 121)]. مرسل، ومسلم بن خالد ضعيف.

ورواه ابن السني :318 – أخبرنا أبو محمد بن صاعد، ثنا العباس بن محمد، ثنا محمد بن سنان، ثنا عبد الله بن المؤمل، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، رضي الله عنه قال :«قام رسول الله ﷺ بين الركن والمقام، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: ما يقول في قريش؟. فيقولون: ابن، وابن أخ. قال:  ‌أقول ‌كما ‌قال ‌أخي ‌يوسف عليه السلام: {لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين} [يوسف: 92]». [عمل اليوم والليلة لابن السني (ص275)]. عبد الله بن المؤمل ضعيف.

أما لقب الطلقاء فهو مشهور عنهم، عن أنس رضي الله عنه قال:«لما كان يوم حنين، التقى هوازن ومع النبي ﷺ ‌عشرة ‌آلاف، ‌والطلقاء، ‌فأدبروا، قال: يا معشر الأنصار قالوا: لبيك يا رسول الله، وسعديك، لبيك نحن بين يديك، فنزل النبي ﷺ فقال: أنا عبد الله ورسوله. فانهزم المشركون، فأعطى الطلقاء والمهاجرين، ولم يعط الأنصار شيئا، فقالوا، فدعاهم فأدخلهم في قبة، فقال: أما ترضون أن يذهب الناس بالشاة والبعير، وتذهبون برسول الله ﷺ. فقال النبي ﷺ: لو سلك الناس واديا، وسلكت الأنصار شعبا، لاخترت شعب الأنصار». [صحيح البخاري (5/ 159)].

وثبت قوله ﷺ :«من ‌دخل ‌دار ‌أبي ‌سفيان فهو آمن، ومن ألقى السلاح فهو آمن، ومن أغلق بابه فهو آمن». [صحيح مسلم (5/ 172)].

والعفو لم يكن عاما، فعن سعد قال :«لما كان يوم فتح مكة أمن رسول الله ﷺ يعني: الناس – ‌إلا ‌أربعة ‌نفر، ‌وامرأتين، ‌وسماهم». [سنن أبي داود (3/ 11 ط مع عون المعبود)].

وقد جمع ‌أسماءهم ابن حجر ‌من ‌مفرقات ‌الأخبار وهم: عبد العزى بن خطل، وعبد الله بن سعد بن أبي سرح، وعكرمة بن أبي جهل، والحويرث بن نقيد بنون وقاف مصغر، ومقيس بن صبابة بمهملة مضمومة وموحدتين الأولى خفيفة، وهبار بن الأسود، وقينتان كانتا لابن خطل كانتا تغنيان بهجو النبي ﷺ، وسارة مولاة بني المطلب وهي التي وجد معها كتاب حاطب. فأما ابن أبي سرح فكان أسلم ثم ارتد ثم شفع فيه عثمان يوم الفتح إلى النبي ﷺ فحقن دمه وقبل إسلامه. وأما عكرمة ففر إلى اليمن فتبعته امرأته أم حكيم بنت الحارث بن هشام فرجع معها بأمان من رسول الله ﷺ. وأما الحويرث فكان شديد الأذى لرسول الله ﷺ بمكة فقتله علي يوم الفتح.

وأما مقيس بن صبابة فكان أسلم ثم عدا على رجل من الأنصار فقتله، وكان الأنصاري قتل أخاه هشاما خطأ، فجاء مقيس فأخذ الدية ثم قتل الأنصاري ثم ارتد، فقتله نميلة بن عبد الله يوم الفتح. وأما هبار فكان شديد الأذى للمسلمين وعرض لزينب بنت رسول الله ﷺ لما هاجرت فنخس بعيرها فأسقطت، ولم يزل ذلك المرض بها حتى ماتت، فلما كان يوم الفتح بعد أن أهدر النبي ﷺ دمه أعلن بالإسلام فقبل منه فعفا عنه. وأما القينتان فاسمهما فرتنى وقرينة، فاستؤمن لإحداهما فأسلمت وقتلت الأخرى. وأما سارة فأسلمت وعاشت إلى خلافة عمر. وقال الحميدي: بل قتلت. وذكر أبو معشر فيمن أهدر دمه الحارث بن طلاطل الخزاعي قتله علي. وذكر غير ابن إسحاق أن فرتنى هي التي أسلمت وأن قرينة قتلت. وذكر الحاكم أيضا ممن أهدر دمه كعب بن زهير وقصته مشهورة، وقد جاء بعد ذلك وأسلم ومدح. ووحشي بن حرب وقد تقدم شأنه في غزوة أحد. وهند بنت عتبة امرأة أبي سفيان وقد أسلمت. وأرنب مولاة ابن خطل أيضا قتلت. وأم سعد قتلت فيما ذكر ابن إسحاق فكملت العدة ثمانية رجال وست نسوة. ويحتمل أن تكون أرنب وأم سعد هما القينتان اختلف في اسمهما أو باعتبار الكنية واللقب. [فتح الباري لابن حجر (8/ 11 ط السلفية)].

تخريج الحديث :
Facebook
X
Telegram
WhatsApp
Threads