878-عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله ﷺ :«حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج؛ فإنه كانت فيهم الأعاجيب. ثم أنشأ يحدث ﷺ؛ قال: خرجت طائفة من بني إسرائيل حتى أتوا مقبرة لهم من مقابرهم، فقالوا: لو صلينا ركعتين ودعونا الله عز وجل أن يخرج لنا رجلا ممن قد مات؛ نسأله عن الموت؟ قال: ففعلوا فبينما هم كذلك إذ أطلع رجل رأسه من قبر من تلك المقابر، ‌خلاسي بين عينيه أثر السجود، فقال: يا هؤلاء، ما أردتم إلي؟. فقد مت منذ مائة سنة، فما سكنت عني حرارة الموت، حتى كان الآن، فادعوا الله عز وجل لي يعيدني كما كنت».

قوله ( ثم أنشأ يحدث..) ليس من كلام النبي ﷺ.
الحكم على الحديث :

قال البوصيري :«رجاله ثقات». [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (2/ 430)]. وصححه الألباني «‌‌2926». [سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها (6/ 1028)]. 

لكن قال ابن كثير :«حديث غريب». [البداية والنهاية (2/ 358)]. وقال ابن رجب :«قوله ثم أنشأ يحدث.. إلى آخر القصة إنما هي حكاية عبد الرحمن بن سابط، كذا روى ابن عيينة عن الربيع عن عبد الرحمن بن سابط من قوله.

وخرج البزار في مسنده أول الحديث ولم يذكر فيه قصة الرفقة وهي مدرجة في الحديث كما بينا». [أهوال القبور وأحوال أهلها إلى النشور (ص71)]. وقال الهيثمي :«‌رواه ‌البزار ‌عن ‌شيخه ‌جعفر ‌بن ‌محمد ‌بن ‌أبي ‌وكيع، ‌عن ‌أبيه، ‌ولم ‌أعرفهما، وبقية رجاله ثقات». [مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (1/ 191)]. وقال ابن حجر الهيثمي :«وروينا في رابع فوائد تمام بسند ضعيف». [الأجوبة المرضية فيما سئل السخاوي عنه من الأحاديث النبوية (3/ 1113)]. وضعفه العدوي «1154». [المنتخب من مسند عبد بن حميد ت مصطفى العدوي (2/ 209)]. وذكر الحويني أن به إدراج.[المنيحة بسلسلة الأحاديث الصحيحة (2/ 102)].

أحكام المحدثين :

رواه وكيع «56». [الزهد لوكيع (ص280)]. وعنه الإمام أحمد «88». [الزهد لأحمد بن حنبل (ص17)]. ورواه عبد بن حميد «1154». [المنتخب من مسند عبد بن حميد ت مصطفى العدوي (2/ 209)]. وابن أبي الدنيا «58». [من عاش بعد الموت لابن أبي الدنيا (ص52)]. وتمام «229». [فوائد تمام (1/ 99)]. عن الربيع بن سعد الجعفي، سمعه من عبد الرحمن بن سابط، عن جابر بن عبد الله فذكره. وهذا إسناد صحيح.

وأما إعلال الشيخ العدوي له بجهالة الربيع بن سعد. [المنتخب من مسند عبد بن حميد ت مصطفى العدوي (2/ 209)]. فهو تقليد منه للذهبي وهو خطأ، فقد قال ابن معين :«ثقة». [تاريخ ابن معين – رواية الدوري (3/ 451)].  أما عبد الرحمن بن سابط فقد صرح بالتحديث عند أبي داود «5». [البعث لابن أبي داود (ص16)]. 

لكن قوله ( ثم أنشأ يحدث..)  مدرج،  فقد رواه عبد بن منيع وفيه :«وحدثنا جابر رضي الله عنه في ذلك المجلس أن قوما من بني إسرائيل..». [المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية (5/ 200)].  وهو عند البزار مقتصرا على لفظ :«‌حدثوا عن بني إسرائيل فإنه كان فيهم العجائب» . [كشف الأستار عن زوائد البزار (1/ 108)].

تخريج الحديث :
Facebook
X
Telegram
WhatsApp
Threads