356-عن أنس بن مالك قال: بينما نحن جلوس عند رسول الله ﷺ إذ قال:«يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة، قال: فاطلع رجل من الأنصار، تنطف لحيته من ماء وضوئه، معلق نعليه بيده الشمال، فلما كان من الغد، قال رسول الله ﷺ: يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة، فاطلع ذلك الرجل على مثل مرتبته الأولى، فلما كان من الغد، قال رسول الله ﷺ: يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة، فاطلع ذلك الرجل على مثل مرتبته الأولى، فلما قام رسول الله ﷺ اتبعه عبد الله بن عمرو بن العاص، فقال له: إني لاحيت أبي، فأقسمت إني لا أدخل عليه ثلاث ليال، فإن رأيت أن تؤويني إليك حتى تحل يميني فعلت، قال: نعم، قال أنس: فكان عبد الله بن عمرو بن العاص يحدث أنه بات معه ثلاث ليال، فلم يره يقوم من الليل بشيء، غير أنه إذا تقلب على فراشه ذكر الله، وكبره حتى يقوم لصلاة الفجر، فيسبغ الوضوء، قال عبد الله: غير أنى لا أسمعه يقول إلا خيرا، فلما مضت الثلاث الليالي، وكدت أن أحتقر عمله، قلت: يا عبد الله، إنه لم يكن بيني وبين والدي غضب، ولا هجر، ولكني سمعت رسول الله ﷺ يقول لك ثلاث مرات في ثلاثة مجالس: «يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة»، فاطلعت أنت في تلك الثلاث مرات، فأردت أن آوي إليك؛ فأنظر ما عملك؟ فأقتدي بك، فلم أرك تعمل كبير عمل، فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله ﷺ؟ قال: ما هو إلا ما رأيت، فانصرفت عنه، فلما وليت، دعاني، وقال: ما هو إلا ما رأيت، غير أني لا أجد في نفسي غلا لأحد من المسلمين، ولا أحسده على خير أعطاه الله إياه، فقال له عبد الله بن عمرو: هذه التي بلغت بك، وهي التي لا نطيق».