1117-عن أبي عامر أو أبي مالك الأشعري سمع النبي ﷺ يقول: «ليكونن من أمتي أقوام ‌يستحلون ‌الحِر ‌والحرير ‌والخمر ‌والمعازف، ولينزلن أقوام إلى جَنْب عَلَم يروح عليهم بسارحة لهم يأتيهم – يعني الفقير – لحاجة، فيقولوا: ارجع إلينا غدا، فيُبَيِّتهم الله، ويضع العلم، ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة».

صحيح.
الحكم على الحديث :

احتجَّ به البخاري «5590». [صحيح البخاري (7/ 106)]. وأورده ابن حبان في صحيحه «4926». [صحيح ابن حبان: التقاسيم والأنواع (6/ 86)]. وقال ابن الصلاح: «الحديث صحيح معروف الاتصال ‌بشرط ‌الصحيح». [مقدمة ابن الصلاح = معرفة أنواع علوم الحديث – ت عتر (ص68)]. وكذلك قال بدر الدين بن جماعة [المنهل الروي في مختصر علوم الحديث النبوي (ص49)]. وقال ابن تيمية: «والآلات ‌الملهية قد صح فيها ما رواه البخاري في صحيحه تعليقا مجزوما به داخلا في شرطه». [الاستقامة (1/ 294)]. وقال ابن القيم: «هذا حديث صحيح، أخرجه البخاري في صحيحه ‌محتجا ‌به». [إغاثة اللهفان في مصايد الشيطان (1/ 456 ط عطاءات العلم)]. وصححه ابن كثير [الباعث الحثيث إلى اختصار علوم الحديث (ص35)]. وابن الملقن [المقنع في علوم الحديث (1/ 150)]. والعراقي [التقييد والإيضاح شرح مقدمة ابن الصلاح (ص92)]. وابن رجب [نزهة الأسماع في مسألة السماع أحكام الغناء والمعازف (2/ 449)]. وبدر الدين العيني [عمدة القاري شرح صحيح البخاري (21/ 175)]. وابن حجر [تغليق التعليق (5/ 22)]. وذكره عبد الحق في الوسطى [الأحكام الوسطى (4/ 182)]. وصححه محمد بن الوزير [توضيح الأفكار لمعاني تنقيح الأنظار (1/ 136)]. والسخاوي [فتح المغيث بشرح ألفية الحديث (1/ 80)]. وأحمد شاكر [الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث ط ابن الجوزي (ص103)]. والألباني «‌‌91». [سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها (1/ 186)]. وضياء الرحمن [الجامع الكامل في الحديث الصحيح الشامل المرتب على أبواب الفقه (7/ 81)]. والطريفي [التفسير والبيان لأحكام القرآن (4/ 1956)]. وراجع كتابه [الغناء في الميزان]، وحسنه العدوي مع بعض الباحثين [سلسلة الفوائد الحديثية والفقهية (4/ 274)].

 لكن قال ابن حزم: «ولا يصح في هذا الباب شيء أبدا، ‌وكل ‌ما ‌فيه ‌فموضوع». [المحلى بالآثار (7/ 565)]. وقال مرة: «وأما حديث البخاري فلم ‌يورده ‌البخاري ‌مسندا». [رسائل ابن حزم (1/ 434)]. ونقل الطريفي تضعيف ابن القيسراني للحديث [الغناء في الميزان (ص 21)].

أحكام المحدثين :

 رواه البخاري «5590». [صحيح البخاري (7/ 106)]. وابن حبان «4926». [صحيح ابن حبان: التقاسيم والأنواع (6/ 86)]. والطبراني «588». [مسند الشاميين للطبراني (1/ 334)]. والبيهقي «6169». [السنن الكبير للبيهقي (6/ 517 ت التركي)]. عن هشام بن عمار، حدثنا صدقة بن خالد، حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، حدثنا عطية بن قيس الكلابي، حدثنا عبد الرحمن بن غنم الأشعري، قال: حدثني أبو عامر أو أبو مالك الأشعري، فذكره.
وقد أعله ابن حزم بالانقطاع بين البخاري وشيخه هشام، لأنه قال: (قال) ولم يصرح بالسماع [رسائل ابن حزم (1/ 434)]. ويجاب عنه بأجوبة:
– هشام بن عمار من شيوخ البخاري، روى عنه في صحيحه وصرح عنه بالسماع.
– ابن حزم نفسه قال: «وسواءٌ قال حدَّثنا أو أنبأنا أو قال عن فلان أو قال قال فلان، كلُّ ذلك محمولٌ على السماعِ منه، ولو علمنا أنَّ ‌أحدًا ‌منهم ‌يستجير ‌التلبيس ‌بذلك كان ساقطَ العدالة». [الإحكام في أصول الأحكام – ابن حزم (2/ 21)]. فلا فرق عنده بين قول الراوي حدَّثنا وقال أو عن، ما دام الراوي غير مدلس، وكذلك كان البخاري غير مدلس.

– الحديث رواه غير البخاري ووصله عن هشام، فعند ابن حبان: «الحسين بن عبد الله القطان، قال: حدثنا هشام بن عمار». [الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان (15/ 154)]. وكذلك جعفر بن محمد الفريابي، وموسى بن سهل الجوني، والحسن بن سفيان، وقوم، قال ابن حجر: «وهذا كما ‌تراه ‌قد ‌سقته ‌من ‌رواية ‌تسعة ‌عن ‌هشام متصلا، فيهم مثل الحسن بن سفيان وعبدان وجعفر الفريابي، وهؤلاء حفاظ أثبات». [تغليق التعليق (5/ 22)].

لم يتفرد به هشام بن عمار، فقد رواه كذلك بشر بن بكر، رواه الحسن (هو ابن سفيان) ثنا عبد الرحمن بن إبراهيم (هو دُحيم) ثنا بشر (هو ابن بكر) ثنا ابن جابر عن عطية بن قيس.. [تغليق التعليق (5/ 19)].
وقد أعل ابن حزم الحديث بالاختلاف في اسم الصحابي، فقد روي على الشك بين أبي عامر وأبي مالك، وهذا لا يضر لأن جهالة الصحابي لا تضر.

تخريج الحديث :

قوله (يستحلون ‌الحر ‌والحرير) الحر بحاء مهملة مكسورة وراء مهملة مخففة، وهو الفرج؛ يعني: سيكون جماعة في آخر الزمان يزنون ويعتقدون حله. (المعازف) آلات الملاهي كالطنبور والمزمار وغيرهما. (ولينزلن أقوام إلى جنب علم) يعني سينزل أقوام إلى جنب جبل. (يروح عليهم رجل بسارحة لهم) يروح؛ أي يذهب في وقت الرواح، وهو أول الليل، والسارحة القطيعة من الغنم والبقر والجمل، يعني: يأتيهم راعيهم بدوابهم كل يوم وليلة، فيأتيهم يوما لحاجة، ويطلب منهم تلك الحاجة، فيقولون له: ارجع وأتنا غدا لنقضي حاجتك. (فيبيتهم الله) التبييت إرسال العذاب والإهلاك في الليل؛ يعني: يهلكهم الله في تلك الليل. (ويضع العلم عليهم) أي يوقع ذلك الجبل عليهم حتى يهلكوا. [المفاتيح في شرح المصابيح (5/ 323)].

شرح مشكل الحديث:
Facebook
X
Telegram
WhatsApp
Threads