1203-عن أوس بن أوس الثقفي قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول :«من غَسَّل واغتسل يوم الجمعة، ‌وبكَّر ‌وابتكر، ومشى ولم يركب، فدنا من الإمام، فاستمع ولم يلغُ، كان له بكل خطوة عمل سنة أجر صيامها وقيامها».

صحيح.
الحكم على الحديث :

أصلحه أبو داود «345». [سنن أبي داود (1/ 136 ط مع عون المعبود)]. وقال الترمذي :«حديث حسن». [سنن الترمذي (1/ 506)]. وذكره ابن خزيمة في «1758». [صحيح ابن خزيمة ط ٣ (2/ 850)]. وأورده ابن حبان في صحيحه «116». [صحيح ابن حبان: التقاسيم والأنواع (1/ 188)]. وقال الحاكم :«الحديث بهذه الأسانيد على شرط الشيخين، ولم يخرجاه». [المستدرك على الصحيحين (1/ 418)]. وذكره عبد الحق في [الأحكام الصغرى (1/ 313)]. وذكره المنذري بصيغة الجزم [الترغيب والترهيب – المنذري – ط العلمية (1/ 279)]. وقال أبو زرعة العراقي :«‌لا ‌أعلم ‌حديثا ‌كثير ‌الثواب ‌مع ‌قلة ‌العمل أصح من حديث..». [فتح المغيث بشرح ألفية الحديث (4/ 183)]. وقال ابن كثير :«له إسناد على شرط مسلم». [إرشاد الفقيه إلى معرفة أدلة التنبيه (1/ 199)]. وقال الذهبي :«له علة مهدرة-غير مؤثرة-». [المستدرك على الصحيحين (1/ 418)]. وقال ابن ماجد المقدسي :«إسناد جيد». [المقرر على أبواب المحرر (1/ 371)]. وذكره ابن حجر في «1334». [هداية الرواة – مع تخريج المشكاة الثاني للألباني (2/ 103)]. وحسنه النووي [المجموع شرح المهذب (4/ 542 ط المنيرية)]. وصححه الألباني «373». [صحيح سنن أبي داود ط غراس (2/ 176)]. وضياء الرحمن [الجامع الكامل في الحديث الصحيح الشامل المرتب على أبواب الفقه (3/ 585)]. والحويني «91». [إسعاف اللبيث بفتاوى الحديث (1/ 330)]. ومحققو المسند «16173». [مسند أحمد (26/ 93 ط الرسالة)].  وآل عيد «345». [فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (4/ 167)]. والإثيوبي. [ذخيرة العقبى في شرح المجتبى (16/ 139)].

لكن قال ابن كثير :«منهم ‌من ‌علله». [إرشاد الفقيه إلى معرفة أدلة التنبيه (1/ 199)].  وأعله الذبيان. [موسوعة أحكام الصلوات الخمس (6/ 470)]. وقال العدوي :«في القلب من متنه شيء». [سلسلة التفسير لمصطفى العدوي (63/ 4)]. وقال مرة :«في متنه غرابة». [سلسلة الفوائد الحديثية والفقهية (2/ 440)].

أحكام المحدثين :

رواه أحمد «16173». [مسند أحمد (26/ 93 ط الرسالة)]. وابن ماجه «1087». [سنن ابن ماجه (1/ 346 ت عبد الباقي)]. وأبو داود «345». [سنن أبي داود (1/ 136 ط مع عون المعبود)]. وابن حبان «116». [صحيح ابن حبان: التقاسيم والأنواع (1/ 188)].  والحاكم «1054». [المستدرك على الصحيحين (2/ 18)]. عن ابن المبارك، عن الأوزاعي، حدثني حسان بن عطية، حدثني أبو الأشعث الصنعاني، حدثني أوس بن أوس الثقفي رفعه. وإسناده صحيح.

 ورواه الترمذي :«حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا وكيع، عن سفيان وأبي جناب يحيى بن أبي حية، عن عبد الله بن عيسى، عن يحيى بن الحارث، عن أبي الأشعث الصنعاني». [سنن الترمذي (1/ 505)].

ورواه الحاكم عن «عن عثمان الشيباني، أنه سمع أبا الأشعث الصنعاني، يحدث عن أوس بن أوس الثقفي، عن عبد الله بن عمرو». [المستدرك على الصحيحين (1/ 418)]. هكذا زاد عبد الله بن عمرو وهو خطأ من عثمان، قال الذهبي معلقا :«له علة مهدرة». [المستدرك على الصحيحين (1/ 418)]. أي غير مؤثرة، لأنه بعضهم قد يعله بها، وقد يعل بما رواه عبد الرزاق :«عن ابن جريج، عن عمر بن محمد، عن سعيد بن أبي هلال، عن ‌محمد ‌بن ‌سعيد ‌الأسدي، ‌عن ‌أوس ‌بن ‌أوس». [مصنف عبد الرزاق (3/ 538 ط التأصيل الثانية)]. وهذا أيضا لا يعل الرواية فمحمد بن سعيد الشامي ويقال ابن أبي قيس هو المصلوب. [التاريخ الكبير للبخاري (1/ 94 ت المعلمي اليماني)]

ويرويه يحيى بن الحارث الذماري من رواية الحسن بن ذكوان عنه، عن أبي الأشعث الصنعاني، عن أوس بن أوس، عن أبي بكر الصديق، عن النبي ﷺ. وخالفه جماعة من الشاميين وغيرهم فرووه عن يحيى بن الحارث، عن أبي الأشعث، عن أوس بن أوس، عن النبي ﷺ، لم يذكروا فيه أبا بكر، وهو الصواب». [علل الدارقطني = العلل الواردة في الأحاديث النبوية (1/ 246)].

وقد أعله بعض المعاصرين لمتنه وقد رأيت من يحاول تضعيف إسناده بتعسف كبير، فتكلفوا لإيجاد علة له، ولم يفت العلماء قديما غرابة متنه، فقد نقلنا عن أبي زرعة العراقي قوله :«لا أعلم حديثا ‌كثير ‌الثواب ‌مع ‌قلة ‌العمل أصح من حديث..». [فتح المغيث بشرح ألفية الحديث (4/ 183)]. فذكر الحديث. والقول بأنه من علامات الحديث كثرة الثواب مع قلة العمل ليس قاعدة إلا إن وجدت قرينة،  فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال :«من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة، حطت خطاياه ‌وإن ‌كانت ‌مثل ‌زبد ‌البحر». [صحيح البخاري (8/ 86)]. وهذا كبير مع عمل يسير، وعن البراء رضي الله عنه قال :«أتى النبي ﷺ رجل مقنع بالحديد فقال: يا رسول الله أقاتل وأسلم، قال: أسلم ثم قاتل. فأسلم ثم قاتل فقتل فقال رسول الله ﷺ: ‌عمل ‌قليلا ‌وأجر ‌كثيرا». [صحيح البخاري (4/ 20)]. قال المهلب :«في هذا الحديث دليل أن الله يعطى ‌الثواب ‌الجزيل ‌على ‌العمل ‌اليسير تفضلا منه على عباده». [شرح صحيح البخاري لابن بطال (5/ 24)].

تخريج الحديث :

قوله (غسل واغتسل) على التشديد غَسَّلَ يكون المعنى على ثلاثة أوجه:

 الأول: معناه غسل زوجته بأن جامعها فألجأها إلى الغسل واغتسل هو، قالوا ويستحب له الجماع في هذا اليوم ليأمن أن يرى في طريقه ما يشغل قلبه. 

والثاني: أن المراد غسل أعضاءه في الوضوء ثلاثا ثلاثا ثم اغتسل للجمعة.

 والثالث: غسل ثيابه ورأسه ثم اغتسل للجمعة. [المجموع شرح المهذب (4/ 543 ط المنيرية)].

وقيل أنه لا دليل فيه، بل المقصود غسل رأسه وهو الظاهر، وأن الأمر لا يتعلق بالمعاشرة، ودليل هذا ما عند البخاري من قوله ﷺ :«اغتسلوا يوم الجمعة، ‌واغسلوا ‌رؤوسكم، وإن لم تكونوا جنبا». [صحيح البخاري (2/ 4 ط السلطانية)]. 

أما قوله ﷺ :«من اغتسل يوم ‌الجمعة ‌غسل ‌الجنابة». [صحيح البخاري (2/ 3 ط السلطانية)]. يعني في الصفة، والأغسال الشرعية كلها على صفة واحدة وإن اختلفت أسبابها. [المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (2/ 484)].

والأجر يصل للمتزوج والأعزب على الراجح،  قال العلامة محمد آدم الإثيوبي: «الأقرب، كما تقدم في كلام النووي أن المراد بـغسل غسل رأسه، وبـاغتسل غسل سائر جسده». [ذخيرة العقبى في شرح المجتبى (16/ 137)]. (بكَّر) إلى المسجد في أول الوقت، و(ابتكر) استمع الخطبة، وهو من الابتكار، وهو لفظ باكورة الثمرة، وهو أول ما يبدو ويطيب من الثمار، ومن حضر واستمع أول الخطبة فقد وجد باكورة الخطبة. [المفاتيح في شرح المصابيح (2/ 324)]. وقيل أراد به التوكيد ولم تقع المخالفة بين المعنيين لاختلاف اللفظين، ألا تراه يقول في هذا الحديث “ومشى ولم يركب” ومعناهما واحد. [معالم السنن (1/ 108)].

شرح مشكل الحديث:
Facebook
X
Telegram
WhatsApp
Threads