1208-عن أبي أمامة، عن النبي ﷺ قال :«تخرج الدابة فتسِم الناس على خراطيمهم، ثم يَغمُرُون فيكم حتى يشتري الرجل البعير، فيقول: ممن اشتريته؟. فيقول: اشتريته من أحد المُخَطَّمين».

ضعيف.
الحكم على الحديث :

قال الهيثمي :«رجاله رجال الصحيح، غير عمر بن عبد الرحمن بن عطية، وهو ثقة». [مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (8/ 6)]. وصححه محققو المسند «22308». [مسند أحمد (36/ 646 ط الرسالة)]. والألباني «‌‌322». [سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها (1/ 639)]. وضياء الرحمن [الجامع الكامل في الحديث الصحيح الشامل المرتب على أبواب الفقه (12/ 418)].

لكن ضعفه أبو الفضل الصنعاني [نزهة الألباب في قول الترمذي وفي الباب (6/ 3471)]. وصلاح الدين الإدلبي [كشف المعلول (ص122)].

أحكام المحدثين :

رواه ابن الجعد وعنده «2919». [مسند ابن الجعد (ص427)]. وأحمد «22308». [مسند أحمد (36/ 646 ط الرسالة)]. والبخاري [التاريخ الكبير للبخاري (7/ 209 ت الدباسي والنحال)]. والأصبهاني [تاريخ أصبهان = أخبار أصبهان (2/ 88)]. عن عبد العزيز – يعني ابن أبي سلمة الماجشون -، عن عمر بن عبد الرحمن بن عطية بن دلاف المزني، لا أعلمه إلا حدثه، عن أبي أمامة، يرفعه إلى النبي ﷺ. عمر ‌بن ‌عبد ‌الرحمن بن دلاف، قال ابن المديني :«كان ثقة». [سؤالات ابن أبي شيبة لابن المديني (ص103)]. وذكره ابن حبان في الثقات [الثقات لابن حبان (5/ 152)]. وضعفه أبو الفضل الصنعاني من أجل الشك في رفعه، لكن رواه بشر بن الوليد. [مسند ابن الجعد (ص427)]. وعبد الله بن صالح. [التاريخ الكبير للبخاري (7/ 209 ت الدباسي والنحال)]. من غير شك.

وقد اعتمد الألباني في توثيق عمر بن عبد الرحمن بن دلاف على رواية مالك عنه، قال: هي تعديل له. [سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها (1/ 639)]. وهذا لما ورد عن يحيى بن معين :«كل من روى عنه ‌مالك ‌فهو ‌ثقة». [المختصر الصغير لابن عبد الحكم خلافيات في الفقه (ص27)]. وفي هذا نظر، فهو قد روى عن عبد الكريم بن أبي المخارق، وعاصم بن عبيد الله، وعطاء بن أبي مسلم الخراساني، وشريك بن أبي نمر وقد تكلم فيهم.

أما توثيق علي ابن المديني، فقد نوقش بأن من  نقل عنه التوثيق هو  محمد بن عثمان بن أبي ‌شيبة أبو جعفر العبسي، قال صالح جزرة: ثقة. وقال ابن عدي  :لم أر له حديثا منكرا فأذكره. وأما عبد الله بن أحمد بن حنبل، فقال: كذاب. وقال عبد الرحمن بن خراش: كان يضع الحديث. وقال مطين: هو عصا موسى، يتلقف ما يأفكون. وقال أبو الحسن الدارقطني: إنه أخذ كتاب غير محدث. وقال أبو بكر البرقاني: لم أزل أسمع الشيوخ يذكرون أنه مقدوح فيه. وعن عبدان، قال: لا بأس به. قال أبو الحسين بن المنادي: كنا نسمع الشيوخ يقولون: مات حديث الكوفة لموت محمد بن أبي شيبة، ومطين، وموسى بن إسحاق، وعبيد بن غنام.[سير أعلام النبلاء (14/ 21)].

أما اتهامه بالكذب ففيه مبالغة كبيرة، إذ لم يثبت عنه الكذب، وقد يخطئ لكثرة روايته، ولا شك أنه تفرده بنقل توثيه يوهن تعديل الراوي في مثل ونحو هذا الخبر. كما يخشى أن ابن المديني نفسه اعتمدا على القول بأن الإمام مالك لا يروي إلا عن ثقة، فهو كان يقول :«كل ‌مدني ‌لم ‌يحدث ‌عنه ‌مالك ففي حديثه شيء، ولا أعلم مالكا ترك إنسانا إلا إنسانا في حديثه شيء». [الكامل في ضعفاء الرجال (1/ 177)]. مع أنه ترك التحديث عن سعد بن إبراهيم وهو ثقة. فمثل هذه الإطلاق ينتبه إليها.

تخريج الحديث :

قوله (تخرج الدابة) هي الواردة في قول الله ﴿وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ﴾ [النمل: 82]. (فتسم الناس على خراطيمهم) تضع علامة على أنوفهم، (يَغمُرُون) يكثر عددهم، وفي رواية ابن يونس :«يعمرون». [مسند أحمد (36/ 647 ط الرسالة)]. أي تطول أعمارهم. (من أحد المُخَطَّمين) وفي رواية :«‌أحد ‌المخطمة». [تاريخ أصبهان = أخبار أصبهان (2/ 89)]. وفي رواية :«‌أحد ‌المخرطمين». [مسند ابن الجعد (ص428)]. أي من وسم على أنفه، وهذا فيه تمييز للمؤمن عن المنافق.

شرح مشكل الحديث:
Facebook
X
Telegram
WhatsApp
Threads