قال ابن حجر :«لا بأس بسنده». [فتح الباري لابن حجر (11/ 167 ط السلفية)]. وكذلك قال العباد [الصلاة على النبي ﷺ فضلها وكيفيتها (ص55)]. وحسنه الألباني في قول «1673». [صحيح الترغيب والترهيب (2/ 297)]. وقال نجم الدين الغزي :«إسناده جيد». [إتقان ما يحسن من الأخبار الدائرة على الألسن (1/ 99)]». وقال الدمياطي :«إسناده حسن». [المتجر الرابح (ص499)]. وكذلك قال الشوكاني [تحفة الذاكرين بعدة الحصن الحصين (ص50)].
لكن قال ابن القيم :«لهذا الحديث علتان». [جلاء الأفهام (ص86)]. وقال المنذري :«رواه البيهقي بإسناد حسن إلا أن مكحولا قيل لم يسمع من أبي أمامة». [الترغيب والترهيب – المنذري – ط العلمية (2/ 328)]. وقال الذهبي :«مكحول قيل: لم يلق أبا أمامة». [المهذب في اختصار السنن الكبير (3/ 1181)]. وقال المناوي :«رمز المصنف -يقصد السيوطي- لحسنه وليس كما قال فقد أعله الذهبي في المهذب بأن مكحولا لم يلق أبا أمامة فهو منقطع». [فيض القدير (2/ 87)]. وأعله ضياء الرحمن [الجامع الكامل في الحديث الصحيح الشامل المرتب على أبواب الفقه (3/ 579)]. وضعفه الألباني في قول آخر «2892». [سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة (6/ 430)].
رواه البيهقي في «12». [حياة الأنبياء في قبورهم للبيهقي (ص92)]. وفي «6062». [السنن الكبير للبيهقي (6/ 450 ت التركي)]. وفي «3032». [شعب الإيمان (3/ 110 ت زغلول)]. عن برد بن سنان، عن مكحول الشامي، عن أبي أمامة رفعه. إسناده ضعيف للانقطاع بين مكحول وبين أبي أمامة، قال أبو حاتم :«مكحول لم ير أبا أمامة». [المراسيل لابن أبي حاتم (ص212)]. وللحديث شاهد عن أنس رواه ابن عدي ضمن مناكير أبي إسحاق الحميسي، عن يزيد الرقاشي، عن أنس قال رسول الله ﷺ: أكثروا الصلاة علي يوم الجمعة فإن صلاتكم تعرض علي. [الكامل في ضعفاء الرجال (3/ 530)]. يزيد الرقاشي منكر الحديث، قال يحيى بن معين :«ليس بشيء». [الكامل في ضعفاء الرجال (3/ 529)]. ورواه ابن السني عن سعيد بن بشير، عن قتادة، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «أكثروا علي الصلاة يوم الجمعة». [عمل اليوم والليلة لابن السني (ص335)]. سعيد بن بشير وقتادة كلامهما مدلس، وقال أبو حاتم :«هذا حديث منكر بهذا الإسناد». [العلل لابن أبي حاتم (2/ 559 ت الحميد)].
وشاهد آخر رواه الحاكم عن أبي رافع، عن سعيد المقبري، عن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قال: «أكثروا علي الصلاة في يوم الجمعة، فإنه ليس أحد يصلي علي يوم الجمعة إلا عرضت علي صلاته». [المستدرك على الصحيحين (2/ 457)]. أبو رافع إسماعيل بن رافع ضعيف. [تهذيب الكمال في أسماء الرجال (3/ 85)].
وآخر رواه الطبراني :241 – حدثنا أحمد بن رشدين قال: نا عبد المنعم بن بشير الأنصاري قال: نا أبو مودود عبد العزيز بن أبي سليمان المدني، عن محمد بن كعب القرظي، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «أكثروا الصلاة علي في الليلة الزهراء واليوم الأزهر، فإن صلاتكم تعرض علي». [المعجم الأوسط للطبراني (1/ 83)]. عبد المنعم بن بشير قال الحاكم :«يروي عن مالك وعبد الله ابن عمر الموضوعات». [لسان الميزان (4/ 75)].
وآخر رواه ابن ماجه :1637 – حدثنا عمرو بن سواد المصري قال: حدثنا عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال، عن زيد بن أيمن، عن عبادة بن نسي، عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله ﷺ: «أكثروا الصلاة علي يوم الجمعة؛ فإنه مشهود، تشهده الملائكة، وإن أحدا لن يصلي علي، إلا عرضت علي صلاته، حتى يفرغ منها. قال: قلت: وبعد الموت؟ قال: وبعد الموت، إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء، فنبي الله حي يرزق». [سنن ابن ماجه (1/ 524 ت عبد الباقي)]. زيد بن أيمن مجهول، وعن عبادة بن نسي مرسل كما قال البخاري. [التاريخ الكبير للبخاري (4/ 327 ت الدباسي والنحال)].
وروى الشافعي :أخبرنا إبراهيم بن محمد، أخبرني عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر، أن النبي ﷺ قال: «أكثروا الصلاة علي يوم الجمعة». [مسند الشافعي (ص70)]. مرسل، وإبراهيم بن محمد متروك الحديث.
وأقوى ما ورد في الباب ما رواه أبو داود :1047 – حدثنا هارون بن عبد الله، نا حسين بن علي ، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، عن أبي الأشعث الصنعاني ، عن أوس بن أوس، قال: قال رسول الله ﷺ: «إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه خلق آدم وفيه قبض، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا علي من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة علي، قال: قالوا: يا رسول الله: وكيف تعرض صلاتنا عليك، وقد أرمت، قال: يقولون: بليت، فقال: إن الله عز وجل حرم على الأرض أجساد الأنبياء». [سنن أبي داود (1/ 405 ط مع عون المعبود)]. لكنه معلول، فعبد الرحمن بن يزيد ليس هو ابن جابر الثقة، بل هو ابن تميم الضعيف، قال البخاري :«أهل الكوفة يروون عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، أحاديث مناكير، وإنما أرادوا عندي عن عبد الرحمن بن يزيد بن تميم، وهو منكر الحديث وهو بأحاديثه أشبه منه بأحاديث عبد الرحمن بن يزيد بن جابر». [العلل الكبير للترمذي = ترتيب علل الترمذي الكبير (ص392)]. وقال أبو حاتم :«حديث منكر». [العلل لابن أبي حاتم (2/ 529 ت الحميد)]. وقال البزار :«وهذا الحديث بهذا اللفظ لا نعلم أحدا يرويه إلا شداد بن أوس، ولا نعلم له طريقا غير هذا الطريق عن شداد، ولا رواه إلا حسين بن علي الجعفي ويقال: إن عبد الرحمن بن يزيد هذا هو عبد الرحمن بن يزيد بن تميم، ولكن أخطأ فيه أهل الكوفة أبو أسامة والحسين الجعفي، على أن عبد الرحمن بن يزيد بن تميم لا نعلم روى عن أبي الأشعث، وإنما قالوا ذلك لأن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ثقة وعبد الرحمن بن يزيد بن تميم لين الحديث، فكان هذا الحديث فيه كلام منكر عن النبي ﷺ، فقالوا: هو لعبد الرحمن بن تميم أشبه». [مسند البزار = البحر الزخار (8/ 412)].
وورد عن مسعود موقوفا، رواه عنه أبو نعيم [تاريخ أصبهان = أخبار أصبهان (2/ 142)]. والأصفهاني «1681». [الترغيب والترهيب – إسماعيل الأصبهاني (2/ 323)]. عن محمد بن يوسف العابد الأصبهاني، عن الأعمش، عن زيد بن وهب قال: قال لي ابن مسعود –رضي الله عنه: «يا زيد بن وهب لا تدع إذا كان يوم الجمعة أن تصلي على النبي ﷺ ألف مرة تقول: اللهم صل على محمد النبي الأمي». محمد بن يوسف ضعيف.
وفي الباب أحاديث أخرى لم يصح في شيء في الصلاة على النبي ﷺ يوم الجمعة وليلتها، وقد ذكر ابن القيم جملة منها تحت باب «الفصل الأول فيمن روى أحاديث الصلاة على النبي ﷺ عنه». [جلاء الأفهام (ص5)]. وكلها معلولة.
جميع الحقوق محفوظة © 2024
Powered by Art Revo