122-عن عمر بن الخطاب :«أن أبا محذورة أذن بالظهر وعمر بمكة، ورفع صوته حين زالت الشمس، فقال عمر: يا أبا محذورة، أما خفت أن تنشق مريطاؤك؟. قال: أحببت أن أسمعك، فقال عمر رضي الله عنه: إني سمعت رسول الله ﷺ يقول: أبردوا بالصلاة إذا اشتد الحر من فيح جهنم، وإن جهنم ‌تحاجت ‌حتى ‌أكل ‌بعضها بعضا، فاستأذنت الله عز وجل في نفسين فأذن لها، فشدة الحر من فيح جهنم، وشدة الزمهرير من زمهريرها».

ضعيف بهذا السياق.
الحكم على الحديث :

قال ابن كثير :«هذا الحديث غريب من هذا الوجه واسامة بن زيد بن أسلم تكلموا فيه لكن له شاهد في الصحيح من وجوه كثيرة». [مسند الفاروق لابن كثير ت قلعجي (1/ 143)].

لكن قال الهيثمي :«فيه محمد بن الحسن بن زبالة نسب إلى وضع الحديث». [مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (1/ 306)]. وقال البوصيري :«محمد بن الحسن منكر الحديث. قلت: كذبه بن معين وأبو داود، ونسبه الساجي إلى وضع الحديث». [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (1/ 437)]. وقال البزار :«لا نعلمه مرفوعا عن عمر إلا من هذا الوجه ومحمد بن الحسن منكر الحديث». [المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية (3/ 66)].

أحكام المحدثين :

رواه أبو يعلى كما نقل كل من ابن كثير [مسند الفاروق لابن كثير ت قلعجي (1/ 143)]. والهيثمي «189». [المقصد العلي في زوائد أبي يعلى الموصلي (1/ 106)]. والبوصيري «189». [المقصد العلي في زوائد أبي يعلى الموصلي (1/ 106)]. وابن حجر «225». [المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية (3/ 66)]. :«حدثنا زهير بن حرب ثنا محمد بن الحسن المخزومي أخبرني أسامة بن زيد بن أسلم عن أبيه عن جده عن عمر بن الخطاب». [المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية (3/ 66)]. 

وإسناده واه، فمحمد بن الحسن متروك الحديث، وكذبه ابن معين «1060». [تاريخ ابن معين – رواية الدوري (3/ 227)].  وأسامة بن زيد بن أسلم، ضعيف.

لكن للحديث ما يشهد لمعناه، فقد صح الإبراد في الحر كما سبق في الحديث رقم (120). وما ورد في جهنم أصله عند البخاري «3260». [صحيح البخاري (4/ 120)]. ومسلم «617». [صحيح مسلم (2/ 108 ط التركية)]. عن أبي هريرة رضي الله عنه يقول: قال رسول الله ﷺ :«‌اشتكت ‌النار إلى ربها، فقالت: رب أكل بعضي بعضا، فأذن لها بنفسين نفس في الشتاء ونفس في الصيف، فأشد ما تجدون في الحر وأشد ما تجدون من الزمهرير».

وورد موقوفا عن عمر عند عبد الرزاق «عن عكرمة بن خالد، قال: ‌قدم ‌عمر ‌مكة فأذن له أبو محذورة، فقال له عمر: أما خشيت أن ينخرق مريطاؤك؟ قال: يا أمير المؤمنين، قدمت فأحببت أن أسمعكم أذاني، فقال له عمر: إن أرضكم معشر أهل تهامة حارة، فأبرد، ثم أبرد – مرتين أو ثلاثا – ثم أذن، ثم ثوب آتك». [مصنف عبد الرزاق (2/ 246 ط التأصيل الثانية)]. وهو منقطع.

 ورواه البيهقي «عن ابن أبي مليكة، أن عمر بن ‌الخطاب ‌قدم ‌مكة فسمع صوت أبى محذورة فقال: ويحه ما أشد صوته! أما يخاف أن تنشق مريطاؤه؟!. قال: فأتاه يؤذنه بالصلاة فقال: ويحك ما أشد صوتك! أما تخاف أن ينشق مريطاؤك؟! فقال: إنما شددت صوتى لقدومك يا أمير المؤمنين. قال: إنك في بلدة حارة، فأبرد على الناس، ثم أبرد مرتين أو ثلاثا ثم أذن، ثم انزل فاركع ركعتين ثم ثوب آتك». [السنن الكبير للبيهقي (3/ 230 ت التركي)]. وهو منقطع أيضا.

تخريج الحديث :
Facebook
X
Telegram
WhatsApp
Threads