قال ابن الصلاح «هذه اللفظة -يعني: أن نساءه علمنها ذلك- لم أجد لها أصلا ثابتا، والحديث في صحيح البخاري بدون هذه الزيادة البعيدة». [البدر المنير في تخريج الأحاديث والأثار الواقعة في الشرح الكبير (7/ 453)]. وقال النووي: «هذا باطل ليس بصحيح، وقد رواه محمد ابن سعد فى طبقاته بهذه الزيادة وإسناده ضعيف». [تهذيب الأسماء واللغات (2/ 372)].
الصحيح ما رواه البخاري عن أبي أسيد رضي الله عنه قال: «خرجنا مع النبي ﷺ حتى انطلقنا إلى حائط يقال له الشوط، حتى انتهينا إلى حائطين فجلسنا بينهما، فقال النبي ﷺ: اجلسوا ها هنا. ودخل وقد أتي بالجونية فأنزلت في بيت في نخل في بيت أميمة بنت النعمان بن شراحيل، ومعها دايتها حاضنة لها، فلما دخل عليها النبي ﷺ قال: هبي نفسك لي. قالت: وهل تهب الملكة نفسها للسوقة؟ قال: فأهوى بيده يضع يده عليها لتسكن، فقالت: أعوذ بالله منك، فقال: قد عذت بمعاذ، ثم خرج علينا فقال: يا أبا أسيد، اكسها رازقيتين، وألحقها بأهلها». [صحيح البخاري (7/ 41 ط السلطانية)]. وهو في الديوان تحت رقم: (211).
أما القول بأنها قالت ذلك بتحريض من بعض زوجات النبي ﷺ فلم يصح منه شيء، فقد ذكر ذلك ابن سعد في [الطبقات الكبير (10/ 138 ط الخانجي)]. من طرق كلها معلولة، مدارها على الواقدي متروك الحديث، وهشام بن محمد بن السائب المتهم بالكذب.
فلم يرد نص صريح يبين سبب قولها ذلك، فقيل لم تعرفه ﷺ، وقيل لتكبرها وخاصة قولها «وهل تهب الملكة نفسها للسوقة؟». [صحيح البخاري (7/ 41 ط السلطانية)]. وقيل لخفة في عقلها.
جميع الحقوق محفوظة © 2024
Powered by Art Revo