328-عن ابن عباس قال:«بعثت قريش النضر بن الحارث وعقبة بن أبي معيط إلى أحبار يهود بالمدينة، فقالوا لهم: سلوهم عن محمد، وصفوا لهم صفته، وأخبروهم بقوله؛ فإنهم أهل الكتاب الأول، وعندهم علم ما ليس عندنا من علم الأنبياء. فخرجا حتى قدما المدينة، فسألوا أحبار يهود عن رسول الله ﷺ، ووصفوا لهم أمره وبعض قوله، وقالا: إنكم أهل التوراة، وقد جئناكم لتخبرونا عن صاحبنا هذا. قال: فقالت لهم أحبار يهود: سلوه عن ثلاث نأمركم بهن، فإن أخبركم بهن فهو نبي مرسل، وإن لم يفعل ‌فالرجل ‌متقول، فروا فيه رأيكم؛ سلوه عن فتية ذهبوا في الدهر الأول، ما كان من أمرهم؟ فإنه قد كان لهم حديث عجيب، وسلوه عن رجل طواف بلغ مشارق الأرض ومغاربها، ما كان نبؤه وسلوه عن الروح ما هو؟ فإن أخبركم بذلك فإنه نبي فاتبعوه، وإن هو لم يخبركم فهو رجل متقول، فاصنعوا في أمره ما بدا لكم. فأقبل النضر وعقبة حتى قدما مكة على قريش، فقالا: يا معشر قريش، قد جئناكم بفصل ما بينكم وبين محمد، قد أمرنا أحبار يهود أن نسأله عن أمور. فأخبروهم بها، فجاءوا رسول ﷺ فقالوا: يا محمد، أخبرنا. فسألوه عما أمروهم به، فقال لهم رسول الله ﷺ: “أخبركم غدا بما سألتم عنه”. ولم يستثن. فانصرفوا عنه، فمكث رسول الله ﷺ خمس عشرة ليلة لا يحدث الله إليه في ذلك وحيا، ولا يأتيه جبريل عليه السلام، حتى أرجف أهل مكة وقالوا: وعدنا محمد غدا، واليوم خمس عشرة قد أصبحنا فيها لا يخبرنا بشيء مما سألناه عنه. وحتى أحزن رسول الله ﷺ مكث الوحي عنه، وشق عليه ما يتكلم به أهل مكة. ثم جاءه جبريل عليه السلام من الله عز وجل بسورة أصحاب الكهف، فيها معاتبته إياه على حزنه عليهم، وخبر ما سألوه عنه من أمر الفتية، والرجل الطواف، وقول الله عز وجل: {ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا} [الإسراء: 85]».

منكر.
الحكم على الحديث :

حكم عليه بالنكارة ابن حجر[موافقة الخبر الخبر في تخريج أحاديث المختصر (2/ 70)].

أحكام المحدثين :

رواه الطبراني:حدثنا أبو كريب، قال: ثنا يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، قال: ثني شيخ من أهل مصر، قدم منذ بضع وأربعين سنة، عن عكرمة، عن ابن عباس قال أبو جعفر: فيما أرى أنا..

وهذا سند ضعيف لإبهام الرجل الذي روى عنه ابن إسحاق. وفي متنه نكارة كما ذكر ابن حجر :«هذا حديث غريب، لولا هذا المبهم لكان سنده حسنا، لكن فيه ما ينكر وهو السؤال عن الروح ونزول الآية فيها، وأن ذلك وقع بمكة. والثابت في الصحيحين أن ذلك كان بالمدينة وقع مصرحا به في رواية ابن مسعود». [موافقة الخبر الخبر في تخريج أحاديث المختصر (2/ 70)]. ويقصد ابن حجر حديث عبد الله بن مسعود قال:«بينا أنا أمشي مع النبي ﷺ في خرب المدينة وهو يتوكأ على عسيب معه، فمر بنفر من اليهود فقال بعضهم لبعض: ‌سلوه ‌عن ‌الروح، وقال بعضهم: لا تسألوه؛ لا يجيء فيه بشيء تكرهونه. فقال بعضهم: لنسألنه، فقام رجل منهم فقال: يا أبا القاسم، ما الروح؟ فسكت. فقلت: إنه يوحى إليه، فقمت، فلما انجلى عنه قال: (ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتوا من العلم إلا قليلا).». [صحيح البخاري (1/ 37 ط السلطانية)].

تخريج الحديث :
Facebook
X
Telegram
WhatsApp
Threads