579-عن النعمان بن بشير بن سعد قال :«كنا قعودا في المسجد مع رسول الله ﷺ، ‌وكان ‌بشير ‌رجلا ‌يكف ‌حديثه، فجاء أبو ثعلبة، فقال: يا بشير بن سعد، أتحفظ حديث رسول الله ﷺ في الأمراء؟. وكان حذيفة قاعدا مع بشير، فقال حذيفة: أنا أحفظ خطبته، فجلس أبو ثعلبة، فقال حذيفة : قال رسول الله ﷺ: إنكم في النبوة ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكا عاضا، فيكون ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون جبرية، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، ثم سكت، قال: فقدم عمر ومعه يزيد بن النعمان في صحابته، فكتبت إليه أذكره الحديث، فكتبت إليه: إني أرجو أن يكون أمير المؤمنين بعد الملك العاض والجبرية، قال: فأخذ يزيد الكتاب فأدخله على عمر، فسر به وأعجبه».

حسن.
الحكم على الحديث :

قال الهيثمي:«رواه أحمد في ترجمة النعمان، والبزار أتم منه، والطبراني ببعضه في الأوسط ورجاله ثقات». [مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (5/ 189)]. وحسنه التركي«439». [مسند أبي داود الطيالسي (1/ 349)]. ومحققو «18406». [مسند أحمد (30/ 355 ط الرسالة)]. وذكره الألباني في «‌‌5». [سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها (1/ 34)].

لكن قال الدارقطني :«‌تفرد ‌به ‌أبو ‌داود ‌الطيالسي ‌عن ‌داود ‌بن ‌إبراهيم ‌الواسطي عن حبيب بن سالم عن النعمان». [أطراف الغرائب والأفراد (3/ 24)]. وقال ضياء الرحمن«إسناده حسن من أجل حبيب بن سالم فإنه حسن الحديث. إلا قوله: (ثم ‌تكون ‌خلافة ‌على ‌منهاج ‌النبوة). فهو شاذ والأحاديث الصحيحة ليس فيها ذكر الخلافة على منهاج النبوة بعد ذهاب الخلافة، وإتيان الملك». [الجامع الكامل في الحديث الصحيح الشامل المرتب على أبواب الفقه (7/ 164)]. وضعفه العدوي مع بعض طلابه [سلسلة الفوائد الحديثية والفقهية (5/ 339)].

أحكام المحدثين :

رواه أبو داود الطيالسي : حدثنا داود الواسطي – وكان ثقة -، قال: سمعت حبيب بن سالم، قال: سمعت النعمان بن بشير بن سعد.. [مسند أبي داود الطيالسي (1/ 349)]. داود بن إبراهيم وثقه الطيالسي كما ذكر في الإسناد، وذكره ابن حبان في [الثقات لابن حبان (6/ 280)].

وله شاهد ضعيف عند الطبراني11138 – حدثنا أحمد بن النضر العسكري، ثنا سعيد بن حفص النفيلي، ثنا موسى بن أعين، عن ابن شهاب، عن فطر بن خليفة، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله ﷺ: «أول هذا الأمر نبوة ورحمة، ثم يكون خلافة ورحمة، ثم يكون ملكا ورحمة، ثم يكون إمارة ورحمة، ثم يتكادمون عليه تكادم الحمر فعليكم بالجهاد، وإن أفضل جهادكم الرباط، وإن أفضل ‌رباطكم ‌عسقلان». [المعجم الكبير للطبراني (11/ 88)]. وقد نبهنا على شذوذ زيادة (إن أفضل ‌رباطكم ‌عسقلان) في الحديث رقم (578).

وفي الباب عن سفينة قال :«سمعت رسول الله ﷺ يقول: ‌الخلافة ‌ثلاثون ‌عاما، ثم يكون بعد ذلك الملك. قال سفينة: أمسك خلافة أبي بكر سنتين، وخلافة عمر عشر سنين، وخلافة عثمان اثنتي عشرة سنة، وخلافة علي ست سنين». [مسند أحمد (36/ 248 ط الرسالة)]. وعند أبي داود :«4635 – حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن علي بن زيد، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه أن النبي ﷺ قال ذات يوم: أيكم رأى رؤيا؟. فذكر معناه ولم يذكر الكراهية، قال: فاستاء لها رسول الله ﷺ يعني فساءه ذلك، فقال: ‌خلافة ‌نبوة ‌ثم ‌يؤتي الله الملك من يشاء». [سنن أبي داود (4/ 339 ط مع عون المعبود)]. وعلي بن زيد هو ابن جدعان ضعيف.

 

تخريج الحديث :
Facebook
X
Telegram
WhatsApp
Threads