598-عن خديجة رضي الله عنها أنها قالت لرسول الله ﷺ :«أي ابن عم، أتستطيع أن تخبرني بصاحبك هذا الذي يأتيك إذا جاءك؟. قال: نعم. قالت: فإذا جاءك فأخبرني به. فجاءه جبريل عليه السلام كما كان يصنع، فقال رسول الله ﷺ لخديجة: يا خديجة، هذا جبريل قد جاءني، قالت: قم يا ابن عم فاجلس على فخذي اليسرى، قال فقام رسول الله ﷺ فجلس عليها، قالت: هل تراه؟. قال: نعم. قالت: فتحول فاجلس على فخذي اليمنى، قالت: فتحول رسول الله ﷺ فجلس على فخذها اليمنى، فقالت:هل تراه؟. قال: نعم. قالت: فتحول فاجلس في حجري، قالت: فتحول رسول الله ﷺ فجلس في حجرها، قالت: هل تراه؟. قال: نعم، قال: فتحسرت وألقت خمارها ورسول الله ﷺ جالس في حجرها، ثم قالت له: هل تراه؟. قال: لا. قالت يا ابن عم، اثبت وأبشر، فو الله إنه لملك وما هذا بشيطان».

ضعيف.
الحكم على الحديث :

قال الهيثمي:«إسناده حسن». [مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (8/ 256)]. 

لكن قال ابن حجر:«وقع عند ابن إسحاق، ‌عن ‌إسماعيل ‌بن ‌أبي ‌حكيم ‌مرسلا». [فتح الباري لابن حجر (8/ 720 ط السلفية)]. وقال ابن تيمية :«وروي في ذلك حديث عن ‌خديجة». [حجاب المرأة ولباسها في الصلاة (ص32)]. مشيرا إلى ضعفه. وذكره العوشن في [ما شاع ولم يثبت في السيرة النبوية (ص27)]. وقال أكرم ضياء العمري :«وقد وردت روايات ضعيفة أو واهية السند ومنكرة المتن تفيد أن جبريل علَّمَ الرسول الوضوء أو أن ‌خديجة ‌تحققت من كون الذي يراه الرسول ملاكاً وليس شيطانًا». [السيرة النبوية الصحيحة محاولة لتطبيق قواعد المحدثين في نقد روايات السيرة النبوية (1/ 128)]. وضعفه الألباني«‌‌6097». [سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة (13/ 220)].

أحكام المحدثين :

رواه ابن إسحاق :«حدثني إسماعيل بن أبي حكيم مولى آل الزبير: أنه حُدث عن خديجة رضي الله عنها..». [سيرة ابن هشام ت السقا (1/ 238)]. وهذا إسناد معضل. ورواه من طريق آخر :«وقد حدثت عبد الله بن حسن هذا الحديث، فقال: قد سمعت أمي فاطمة بنت حسين تحدث بهذا الحديث عن خديجة». [سيرة ابن هشام ت طه عبد الرؤوف سعد (1/ 223)]. وهذا مرسل.

واختلف فيه على إسماعيل، فرواه الطبراني :6435 – حدثنا محمد بن عبد الله بن عرس المصري، ثنا يحيى بن سليمان بن نضلة المديني، ثنا الحارث بن محمد الفهري، حدثني إسماعيل بن أبي حكيم، حدثني عمر بن عبد العزيز، حدثني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، حدثتني أم سلمة، عن خديجة، قالت..».[المعجم الأوسط للطبراني (6/ 287)]. فيه محمد بن عبد الله بن عرس لم أجده، ويحيى بن سليمان مختلف فيه.

ورواه أبو نعيم :«164 – حدثنا عمر بن محمد بن جعفر قال: ثنا إبراهيم بن علي قال: ثنا النضر بن سلمة قال: ثنا عبد الله بن عمرو الفهري ومحمد بن مسلمة، عن الحارث بن محمد الفهري، عن إسماعيل بن أبي حكيم، عن عمر بن عبد العزيز، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عن أم سلمة، عن خديجة بنت خويلد أنها قالت..». [دلائل النبوة لأبي نعيم الأصبهاني (ص216)]. وفيه النضر ‌بن ‌سلمة المروزي يعرف بشاذان، كان ممن يسرق الحديث لا يحل الرواية عنه إلا للاعتبار. [المجروحين لابن حبان ت زايد (3/ 51)].

تخريج الحديث :

الحديث فيه أن جبريل لم يدخل على النبي ﷺ لأن أمنا خديجة كشفت شعرها، غير أن الحديث ضعيف. لكن صح عن النبي ﷺ قوله لعائشة: «ولم يكن يدخل عليك، ‌وقد ‌وضعت ‌ثيابك». [صحيح مسلم (3/ 64)]. لكن الظاهر أن هذا خاص بجبريل عليه السلام، وقد يكون خاصا بزوجات النبي ﷺ، وقد ذكر ابن حبان الحديث تحت باب :«‌‌ذكر البيان بأن جبريل عليه السلام كان لا يدخل على المصطفى ﷺ بيته إذا وضعت عائشة ثيابها». [صحيح ابن حبان: التقاسيم والأنواع (4/ 288)].

شرح مشكل الحديث:
Facebook
X
Telegram
WhatsApp
Threads