635-عن أسلم :«أنه حين بويع لأبي بكر بعد رسول الله ﷺ كان علي والزبير يدخلان على فاطمة بنت رسول الله ﷺ فيشاورونها ويرتجعون في أمرهم، فلما بلغ ذلك عمر بن الخطاب خرج حتى دخل على فاطمة فقال: يا بنت رسول الله ﷺ، والله ما من أحد ‌أحب ‌إلينا ‌من ‌أبيك، وما من أحد أحب إلينا بعد أبيك منك، وايم الله ما ذاك بمانعي إن اجتمع هؤلاء النفر عندك، أن أمرتهم أن يحرق عليهم البيت، قال: فلما خرج عمر جاءوها فقالت: تعلمون أن عمر قد جاءني وقد حلف بالله لئن عدتم ليحرقن عليكم البيت وايم الله ليمضين لما حلف عليه، فانصرفوا راشدين، فروا رأيكم ولا ترجعوا إلي، فانصرفوا عنها فلم يرجعوا إليها حتى بايعوا لأبي بكر».

صحيح.
الحكم على الحديث :

قال الحاكم :«حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه». [المستدرك على الصحيحين (3/ 168)]. وصححه المديهش «99». [فاطمة بنت النبي – ﷺ – سيرتها، فضائلها، مسندها – رضي الله عنها – (5/ 7)].

لكن قال الذهبي :«غريب عجيب». [مختصر تلخيص الذهبي لمستدرك الحاكم (3/ 1598)]. وضعفه الألباني[سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة (3/ 256)]. وآل حميد«593». [مختصر تلخيص الذهبي لمستدرك الحاكم (3/ 1598)].

أحكام المحدثين :

رواه ابن أبي شيبة «37045». [مصنف ابن أبي شيبة (7/ 432 ت الحوت)]. وعنه ابن أبي عاصم «19». [المذكر والتذكير لابن أبي عاصم (ص91)]. والقطيعي في زوائده «532». [فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل (1/ 364)]. وابن عبد البر [الاستيعاب في معرفة الأصحاب (3/ 975)]. عن محمد بن بشر، نا عبيد الله بن عمر، حدثنا زيد بن أسلم، عن أبيه أسلم.. فذكره. وإسناده صحيح.

ورواه الحاكم :4736 – حدثنا مكرم بن أحمد القاضي، ثنا أحمد بن يوسف الهمداني، ثنا عبد المؤمن بن علي الزعفراني، ثنا عبد السلام بن حرب، عن عبيد الله بن عمر، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر رضي الله عنه، أنه دخل على فاطمة بنت رسول الله ﷺ فقال :«يا فاطمة، والله ما رأيت أحدا أحب إلى رسول الله ﷺ منك، والله ما ‌كان ‌أحد ‌من ‌الناس ‌بعد ‌أبيك ﷺ أحب إلي منك». [المستدرك على الصحيحين (3/ 168)]. قال الحاكم :«هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه». [المستدرك على الصحيحين (3/ 168)]. وليس كذلك، فعبد المؤمن بن علي ومن دونه ليس من رجالهما.

وقد ضعفه الشيخ الألباني [سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة (3/ 256)]. وآل حميد«593». [مختصر تلخيص الذهبي لمستدرك الحاكم (3/ 1598)].. لكن من طريق الحاكم، ولم يذكرا طريق ابن أبي شيبة فهي صحيحة، وكأنهما لم يقفا عليها.  أما استغراب الذهبي فلعله من أجل متنه، ومتنه لا إشكال فيه.

تخريج الحديث :

فإن قيل لا يليق برجل أن يقول لامرأة عبارة حب لغير محارمه، فكيف تصح نسبتها لأمير المؤمنين عمر رضي الله عنه، مع ما اشتهر عنه من الورع، ووفرة العقل، وفي حق ابنة نبي الأمة ﷺ؟.[مختصر تلخيص الذهبي لمستدرك الحاكم (3/ 1598)].

أجيب : بأن قائل هذا الكلام لم يطلع على سياق الخبر، فالمحبة ظاهر المراد بها، وقد قال هذا الكلام بحضرة علي والزبير، فلا مدخل لما يفهم من محبة غير مرغوب فيه.

فإن قيل : أليس أبو بكر أحب الناس إلى النبي ﷺ؟.

أجيب بأن الأحبية في الأحاديث الواردة نسبية، ثم يزاد هنا بأن الأفضلية بالنسبة لعمر وغيره لا تستلزم الأحبية، فقد يكون أفضل العلماء في بلد، ليس بأعلى محبة لديك ممن دونه في العلم، فلا تعارض بين الأفضلية والمحبة، لذا لا وجه لتعليل الحديث هنا بسبب أن عمر قدم فاطمة على أبي بكر، ولكل منهما مكانة خاصة» [فاطمة بنت النبي – ﷺ – سيرتها، فضائلها، مسندها – رضي الله عنها – (5/ 17)].

فإن قيل : كيف يحرقهم؟. يجاب بأن هذا مجرد تهديد لا يراد به حقيقته، فعن أبي هريرة : أن رسول الله ﷺ قال: «والذي نفسي بيده، لقد هممت أن آمر بحطب فيحطب، ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها، ثم آمر رجلا فيؤم الناس، ثم أخالف إلى رجال ‌فأحرق ‌عليهم ‌بيوتهم، والذي نفسي بيده، لو يعلم أحدهم: أنه يجد عرقا سمينا، أو مرماتين حسنتين، لشهد العشاء.». [صحيح البخاري (1/ 131)]. 

شرح مشكل الحديث:
Facebook
X
Telegram
WhatsApp
Threads