حديث الزبير، قال الهيثمي:«رواه البزار، وأبو يعلى باختصار، وقال: فأخبر بذلك رسول الله ﷺ فضرب لصفية بسهم كما كان يضرب للرجال. وإسنادهما ضعيف». [مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (6/ 134)]. قال السناري : منكر.«683». [مسند أبي يعلى – ت السناري (1/ 645)]. وقال حسين أسد :«إسناده ضعيف جدا». [مسند أبي يعلى (2/ 43 ت حسين أسد)].
أما حديث صفية، فقد قال الحاكم:«هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه». [المستدرك على الصحيحين (4/ 56)].
لكن تعقبه الحاكم :«عروة لم يدرك صفية». [مختصر تلخيص الذهبي لمستدرك الحاكم (5/ 2418)].
خبر قتالها لا يصح وكل طرقه معلولة، كالذي رواه أبو يعلى :683 – حدثنا زهير، حدثنا محمد بن الحسن المدني، حدثتني أم عروة، عن أبيها، عن جدها الزبير، قال: لما خلف رسول الله ﷺ نساءه بالمدينة خلفهن في فارع، وفيهن صفية بنت عبد المطلب، وخلف فيهن حسان بن ثابت، وأقبل رجل من المشركين ليدخل عليهن، فقالت صفية لحسان: عندك الرجل، فجبن حسان وأبى عليه، فتناولت صفية السيف فضربت به المشرك حتى قتلته، فأخبر بذلك رسول الله ﷺ «فضرب لصفية بسهم كما كان يضرب للرجال». [مسند أبي يعلى (2/ 43 ت حسين أسد)]. وهذا إسناد ساقط لمحمد بن الحسن المدني، قال فيه يحيى بن معين : ابن زبالة المديني ليس بثقة، كان يسرق الحديث، وقال في موضع آخر: محمد بن الحسن بن زبالة،كان كذابا ولم يكن بشيء. وقال البخاري : محمد بن الحسن بن زبالة عنده مناكير. [الضعفاء الكبير للعقيلي (4/ 58)]. وأم عروة ووالدها مجهولان.
وأمثل شيء روي في هذا ما رواه ابن سعد [الطبقات الكبير (10/ 41 ط الخانجي)]. وفيه أن ذلك كان يوم أحد!. ورواه الطبراني «804». [المعجم الكبير للطبراني (24/ 319)]. والحاكم «6867». [المستدرك على الصحيحين للحاكم – ط العلمية (4/ 56)]. كلهم عن عروة بن الزبير عن صفية. عروة لم يدرك صفية أصلا!. فالخبر فيه علتان الانقطاع والاضطراب، فعند ابن سعد أن القصة حصلت في أحد وعند غيره في الخندق. كما أن القصة فيها نسبة الجبن لحسان بن ثابت رضي الله عنه، قال ابن عبد البر: «وقال أكثر أهل الأخبار والسير: إن حسانا كان من أجبن الناس، وذكروا من جبنه أشياء مستشنعة أوردوها عن الزبير أنه حكاها عنه، كرهت ذكرها لنكارتها». [الاستيعاب في معرفة الأصحاب (1/ 348)].
جميع الحقوق محفوظة © 2024
Powered by Art Revo