857-عن رجل من أسلم كان واعية :«أن أبا جهل مر برسول الله ﷺ عند الصفا، فآذاه وشتمه، ونال منه بعض ما يكره من العيب لدينه، والتضعيف لأمره؛ فلم يكلمه رسول الله ﷺ ومولاة لعبد الله بن جدعان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة في مسكن لها تسمع ذلك، ثم انصرف عنه فعمد إلى ناد2 من قريش عند الكعبة، فجلس معهم. فلم يلبث حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه أن أقبل متوشحا قوسه، راجعا من قنص يرميه ويخرج له، وكان إذا رجع من قنصه لم يصل إلى أهله حتى يطوف بالكعبة، وكان إذا فعل ذلك لم يمر على ناد من قريش إلا وقف وسلم وتحدث معهم، وكان أعز فتى في قريش، وأشد شكيمة. فلما مر بالمولاة، وقد رجع رسول الله ﷺ إلى بيته- قالت له: يا أبا عمارة، ولو رأيت ما لقي ابن أخيك محمد آنفا من أبي الحكم بن هشام: وجده ههنا جالسا فآذاه وسبه وبلغ منه ما يكره ثم انصرف عنه ولم يكلمه محمد ﷺ. فاحتمل حمزة الغضب لما أراد الله به من كرامته، فخرج يسعى ولم يقف على أحد، معدا لأبي جهل إذا لقيه أن يوقع به؛ فلما دخل المسجد نظهر إليه جالسا في القوم، فأقبل نحوه، حتى إذا قام على رأسه رفع القوس فضربه بها فشجه شجة منكرة، ثم قال: أتشتمه وأنا على دينه أقول ما يقول؟ فرد ذلك علي إن استطعت. فقامت رجال من بني مخزوم إلى حمزة لينصروا أبا جهل؛ فقال أبو جهل: دعوا أبا عمارة، فإني والله قد سببت ابن أخيه سبا قبيحا، وتم حمزة رضي الله عنه على إسلامه، وعلى ما تابع عليه رسول الله ﷺ من قوله. فلما أسلم حمزة عرفت قريش أن رسول الله ﷺ قد عز وامتنع، وأن حمزة سيمنعه، فكفوا عن بعض ما كانوا ينالون منه».

الخبر ضعيف.
الحكم على الحديث :

قال د. أكرم العمري :«تفاصيل قصة إسلامه لم تثبت من طريق صحيحة». [السيرة النبوية الصحيحة محاولة لتطبيق قواعد المحدثين في نقد روايات السيرة النبوية (1/ 146)]. وذكره العوشن في [ما شاع ولم يثبت في السيرة النبوية (ص52)].

أحكام المحدثين :

لم يصح في صفة إسلام حمزة خبر، وأمثل ما ورد هو ما رواه ابن إسحاق، قال ابن إسحاق :«حدثني رجل من أسلم، كان واعية: أن أبا جهل مر برسول الله ﷺ». [سيرة ابن هشام ت طه عبد الرؤوف سعد (1/ 260)]. وهذا إسناد فيه رجل مبهم.

وروى ابن  سعد في طبقاته عن محمد بن عمر، قال أخبرنا عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب، قال سمعت محمد بن كعب القرظى، قال :«نال أبو جهل وعدي بن الحمراء وابن الأصداء من النبي ﷺ، يوما وشتموه وآذوه، فبلغ ذلك حمزة بن عبد المطلب، فدخل المسجد مغضبا فضرب رأس أبى جهل بالقوس ضربة أوضحت في رأسه، وأسلم حمزة فعز به رسول الله ﷺ، والمسلمون وذلك بعد دخول رسول الله ﷺ، دار الأرقم في السنة السادسة من النبوة». [الطبقات الكبير (3/ 8 ط الخانجي)]. وهو مع إرساله فيه الواقدي متهم. وللخبر طرق آخرى لم يثبت منها شيء.

تخريج الحديث :
Facebook
X
Telegram
WhatsApp
Threads